تعد روضة الخفس بفتح الخاء، وإسكان الفاء، وأصله الخسف، وهو الانكسار في قشرة الأرض في حيز معلوم منها. وهذا الخسف بجانب العرمة تستقر فيه مياه الأمطار وتبقى مدة طويلة ويقع بين روضتين كبيرتين تضافان إليه، فيقال: روضتا الخفس، أو روضة الخفس الجنوبية وروضة الخفس الشمالية. فالخفس (المنطقة) يستقبل عددا من الأودية، كلها تصب فيه وتبقى مدة طويلة لا تجف فتنقلب أرضه خضراء مورقة وخصبة، ذات منظر جميل ورائحة عبقة. ويجري في روضته الجنوبية (وادي ملهم) وروافده، يدفع فيها من الناحية الغربية ويدفع فيها من الناحية الشرقية أودية وجه العرمة التي تليها. وهي (وادي نفيخ) و(وادي الطوقي) و(وادي العمي) كل هذه الأودية تستقر في روضة الخفس الجنوبية، ولا تخرج مهما كبر السيل وكثر. أما الروضة الشمالية فيصب فيها (وادي دقلة) وهو واد كبير وبعيد المدى، و(وادي أبو عويشزة) وروافده بعد أن تمتلئ روضته، وكذلك يصب فيها شعاب وجه العرمة التي تلي الروضة الشمالية وهي (شعب الخويبية) و(شعب السلحيات) وإذا طغى الماء في الروضة الشمالية اندفع إلى الروضة الجنوبية(1).كتاب معجم اليمامة. الجزء الأول وحيث إن المنطقة قد تعرضت لغمر بحري خلال العصر الكامبري وتكثر فيها أنواع مختلفة من المتحجرات كالقواقع والترسبات الكلسية المختلفة. وقد عثر الأستاذ تركي بن إبراهيم بن عايض القحطاني المهندس بمجموعة مجداف للتجارة، خلال تنزهه في المنطقة على قطعتين نادرتين عبارة عن قوقعة حلزونية متحجرة وترسبات كلسية تشكلت على هيئة مرجانيات بحرية. وبعد عرضها على الأستاذ خليفة الخليفة مدير إدارة المجموعات بقطاع الآثار والمتاحف وبناء على ما يتمتع به من خبرة في هذا الموضوع، أفاد بأن أجزاء واسعة من المملكة تغطيها صخور رسوبية تشمل في طبقاتها المختلفة أنواعا من الأحافير والشعب المرجانية والقواقع وغيرها تعود لملايين السنين. ومثل هذه القطع توجد في مجاري الأودية والمستنقعات الواقعة شمال وشمال شرق منطقة الرياض وغيرها من المناطق التي كانت مغمورة بالمياه خلال العصر الكمبري، وذكر أن أستاذ البيئة والجغرافيا بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية د. عبد الرحمن بن عبد العزيز النشوان قام بعمل بحث مفصل في وادي الحوير جنوب جلاجل التابع لمحافظة المجمعة وتعرف على العديد من المواقع التي تكثر فيها هذه الأنواع من القواقع.