تسلمت وزارة الدفاع الوطني أمس الأول خلال حفل بالقاعدة العسكرية بالعاصمة تونس من الولاياتالمتحدةالأمريكية طائرة نقل ثانية من نوع «س 130 جي»، وذلك بحضور السفير الأمريكي بتونس جاكوب والس وعدد من القيادات العسكرية وضباط الجيش الوطني. وأكد وزير الدفاع الوطني غازي الجريبي، في كلمة بالمناسبة، عراقة العلاقات التونسيةالأمريكية، التي قال إنها تتعزز اليوم في كنف مناخ تسوده «الثقة وتقارب الرؤى حول مختلف القضايا الأمنية، والالتزام المشترك بقيم الحرية والديمقراطية والعدالة واحترام حقوق الإنسان ودولة القانون». وثمَّن الوزير مجهودات الإدارة الأمريكية الرامية إلى «تعزيز القدرات البرية والبحرية والجوية للمؤسسة العسكرية في تونس في هذه المرحلة الانتقالية، على ضوء ما تشهده المنطقة من تحديات أمنية كبيرة». موضحاً أن هذه الطائرة التي تسلمتها وزارة الدفاع، في إطار صفقة مع شركة «لوكهيد مارتن»، ستعزز القدرات العملياتية لجيش الطيران، من خلال نقل الأفراد والمعدات والعتاد ونقل المساعدات الإنسانية داخل البلاد وخارجها، إلى جانب استغلالها في مهام مجابهة الحرائق. من جهته، أكد السفير الأمريكي جاكوب والس أن تسليم هذه الطائرة للمؤسسة العسكرية التونسية يترجم مرة أخرى عمق الشراكة الاستراتيجية بين تونسوالولاياتالمتحدة، خاصة بين القوات العسكرية الأمريكية والقوات العسكرية التونسية، معتبراً أن تونس كانت مصدر إعجاب وإلهام لباقي دول العالم، بعد استكمال كل المحطات الانتخابية، ومن خلال التزامها بمنهج الديمقراطية والتوافق؛ ما جعلها مثالاً يحتذى في المنطقة وفي العالم بأسره. وقال السفير الأمريكي إن بلاده تهنئ تونس على لحاقها بمصاف الدول الديمقراطية في العالم، مؤكداً «حرص الولاياتالمتحدة اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، على مزيد من تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين». وكان الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع الوطني بلحسن الوسلاتي قد أعلن أمس تشكيل قوة خاصة في وزارة الدفاع، قوامها 3000 رجل، تتمثل مهمتها في مقاومة الإرهاب، وفي الثكنات يسمونها «الصاعقة»؛ إذ تضم أمهر ضباط وجنود الجيش الذين تدربوا على أحسن الطرق العسكرية لاستباق ضربات الإرهابيين وشل حركتهم قبل تنفيذ عملياتهم الإجرامية. وتتكون هذه القوات الخاصة من فيلقين، الأول قوامه 1000 رجل، تتمثل مهمتهم في الاستطلاع، والعيش في الجبال، والاستعلام الميداني، وتحديد الأهداف لفتح الطريق أمام القوة الثانية التي تضم 2000 رجل للتدخل السريع، والاشتباك مع العدوّ عبر عمليات إنزال جوي مسنودة بقوات مختصة في القصف المدفعي والجوي، ومدعومة بخبراء في الهندسة العسكرية قادرين على تحديد مواقع العصابات الإرهابية، والتمهيد الميداني عبر بناء الجسور وفتح المسالك لانتشار القوات الخاصة واقتحام المواقع التي يسطر عليها الإرهابيون. وكانت وحدات الجيش الوطني قد شنت فجر أمس قصفاً عنيفاً بالمدفعية الثقيلة على جبال محافظة القصرين بعد رصد مجموعة مسلحة مكونة من 7 عناصر تحاول التسلل خارج المنطقة العسكرية عبر أحد المسالك المؤدية إلى جبل الشعانبي، حيث لا تزال عشرات العناصر الإرهابية محتمية بالمغاور والمخابئ، إلا أن نقصاً في المؤونة الغذائية والأسلحة دفع عدداً منها إلى مهاجمة المنازل القريبة من الجبل بهدف جلب الطعام والمواد الغذائية المختلفة. سياسياً، يواصل الحبيب الصيد رئيس الحكومة المكلف سلسلة مشاوراته الماراثونية من أجل اختيار الشخصيات المناسبة لتقلد مناصب وزارية في حكومته الجديدة، التي بدأ العد التنازلي لانتهاء الآجال القانونية لتشكيلها وفق الدستور التونسي. وحسب بعض التسريبات، فإن الصيد من خلال لقاءاته مع العديد من ممثلي الأحزاب السياسية والمجتمع الأهلي كشف عن تصوره لهيكلة الحكومة الجديدة وخطوط عملها العريضة. وستضم الحكومة، وفق هذا التصور، 25 وزيراً و10 كتاب دولة، كما تتجاوز فيها نسبة الوزراء الذين لا يفوق سنهم الخمسين سنة 70 % من مجموع الوزراء وكتاب الدولة؛ الأمر الذي يحيل إلى أن نية الصيد تتجه نحو التشبيب. كما كشف الصيد للأطراف التي قابلها حتى الآن أنه يعتزم اختيار 10 سيدات لتولي حقائب وزارية؛ ما سيجعل للمرأة تمثيلية قياسية في الحكومة مقارنة مع حكومة مهدي جمعة التي كانت لا تضم سوى 3 سيدات.