تواصل الشرطة الفرنسية البحث عن امرأة شريكة للمتشددين الذين نفذوا هجومين مميتين على صحيفة ساخرة ومتجر للأطعمة اليهودية في الوقت الذي أبقت فيه على حالة التأهب القصوى من العمليات الإرهابية قبل الاجتماع المقرر عقده في باريس اليوم الأحد مع الزعماء الأوروبيين. ودعا رئيس الوزراء مانويل فالس إلى تجمع حاشد الأحد. كما شارك 700 ألف متظاهر في مظاهرات أمس السبت منهم 80 ألفا في تولوز و30 ألفا في مدينة نيس في الريفيرا وعدد مماثل في مدينة بو في الجنوب الغربي، بعد أسوأ هجوم على الأمن الداخلي الفرنسي منذ عشرات السنين، حيث لقي 17 شخصا حتفهم في أعمال عنف على مدى ثلاثة أيَّام، وبدأت بهجوم على صحيفة شارلي إبدو يوم الأربعاء وانتهى باحتجاز مزدوج للرهائن يوم الجمعة في مطبعة خارج باريس ومتجر للأطعمة اليهودية في المدينة. وتسعى الشرطة الفرنسية إلى إيجاد الموقع الذي تختفي به شريكة منفذ الهجوم على متجر الأطعمة اليهودية حياة بومدين (26 عاما)، حيث أدرجتها الشرطة كمشتبه بها في ذلك الهجوم وفي إطلاق الرصاص في وقت سابق على شرطية. ووصفت الشرطة بومدين بأنها «مسلحة وخطيرة». وقال قائد الشرطة الوطنية جان مارك فالكوني لتلفزيون بي.اف.ام «كل أجهزتنا تركز على البحث عن هذا الشخص (المرأة).. نطالبها بتسليم نفسها للعدالة». فيما ذكرت مصادر في الشرطة أن حياة بومدين، غادرت إلى تركيا «منذ بعض الوقت». وأضاف هذا المصدر في الشرطة أن حياة بومدين كانت في تركيا خلال وقوع الأحداث الأخيرة في فرنسا، وان المحققين يدققون لمعرفة ما إذا كانت انتقلت إلى سوريا. وعرضت الشرطة صورة رسمية تظهر فيها امرأة شابة ذات شعر أسود وطويل ومربوط إلى الخلف. لكن وسائل الإعلام الفرنسية نشرت صورا لامرأة منتقبة قيل إنها لبومدين وظهر في يديها قوس ونشاب فيما قالت إنه تدريب في عام 2010 في منطقة كانتال الجبلية. ووصفتها وسائل الإعلام بأنها واحدة من سبعة أبناء ماتت والدتهم عندما كانت صغيرة وكافح والدها جاهدا للاعتناء بالأسرة. وحينما كانت في سن المراهقة فقدت وظيفتها كموظفة خزينة. وقالت صحيفة لوموند اليومية إن بومدين تزوجت في عام 2009 من أميدي كوليبالي وإن الشرطة استجوبتهما عام 2010 ودخل كوليبالي السجن لاشتراكه في مؤامرة فاشلة لتهريب مدبر الهجوم المميت على شبكة النقل في باريس عام 1995 من السجن. وستحتضن شوارع فرنسا اليوم مسيرة صامتة وستمثل مشاركة زعماء أوروبيين - بينهم المستشارة الألمانية انجيلا ميركل ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ونظيره الإيطالي ماتيو رينتسي - بالإضافة إلى الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند وسيشارك أيضاً ممثلون عن الجامعة العربية وبعض الزعماء الأفارقة المسلمين بالإضافة إلى رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو. وقال وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف بعد اجتماع طارئ للحكومة «يجب أن يعرف الفرنسيون أنه سيتم اتخاذ كل الإجراءات كي تتم هذه المظاهرة بروح الحداد والاحترام وبكامل الأمن.» وأضاف «بالنظر إلى السياق فنحن ما زلنا في خطر وسنبقي على أعلى مستوى أمني في الأسابيع القادمة». وقد تم رصد اتصالات «مستمرة» بين بومدين وزوجة شريف كواشي ولا تقل التسجيلات عن 500 مكالمة تليفونية بينهما في العام الماضي. وتستجوب الشرطة الفرنسية زوجة كواشي. وكان الرئيس الفرنسي أولوند قد حذر من أن الخطر الذي تواجهه فرنسا - التي توجد بها أكبر جالية للمسلمين وأكبر جالية لليهود في الاتحاد الأوروبي - لم ينته بعد. وقال أولوند في كلمة بثها التلفزيون «هؤلاء المختلون والمتعصبون لا علاقة لهم بالدين الإسلامي.» وأضاف «لم تنته التهديدات التي تواجهها فرنسا بعد». وكانت قد ظهرت بعض المعلومات تؤكد أن شريف كواتشي تلقى تمويلا من القيادي بتنظيم القاعدة في اليمن أنور العولقي.