المملكة العربية السعودية - حفظها الله وقادتها وأهلها من كل سوء ومكروه - بذلت الغالي والنفيس من أجل نصرة الدين ثم العرب والمسلمين في أي بقعة من العالم، من خلال قادتها العظام، وبخاصة في هذا العهد المبارك الذي يقوده خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - هذا الملك العادل الأمين والقريب دائماً من إخوانه وأبنائه الأشقاء العرب والمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، وهو الداعم لقضاياهم من خلال المؤتمرات والقمم الإقليمية والدولية، التي تعكس همومه واهتماماته بقضاياهم - حفظه الله - واستشعاراً منه بما يتعرض له العرب والمسلمون من تشتت وانقسامات فيما بينهم، وهو - أيده الله - الحريص دائماً على توحيد الصف ولمّ الشمل باعتباره القائد المحنك والحكيم الذي يتعايش مع القضايا التي تهم الشعوب العربية والإسلامية بكل جدية واهتمام، النابعة من حرصه الأكيد على لمّ الصف العربي والوحدة العربية؛ لتبقى قوية متكاتفة لمواجهة التحديات التي تواجه دولنا العربية اليوم. ومن هنا جاءت مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - حيال إعادة العلاقات بين دولة قطر الشقيقة وجمهورية مصر العربية الشقيقة، التي تكللت بالنجاح، وأعني بها المبادرة المباركة لهذا القائد العظيم الملك المخلص، الذي سخر حياته في ما من شأنه رفعة وعزة العرب والمسلمين، في ظل ما يتمتع به - أيده الله - من حكمة وحنكة سياسية ورؤى ثاقبة. ومن هنا بادرت كل من دولة قطر وجمهورية مصر العربية الشقيقتين بالتفاعل مع هذه المبادرة المباركة، التي لاقت التأييد والترحاب والتقدير من قادة وشعوب الأمتين العربية والإسلامية. وبهذا تكون الخلافات التي كانت قائمة بين الدولتين الشقيقتين قد انفرجت لتعود بذلك المياه إلى مجاريها الطبيعية بين هاتين الدولتين الشقيقتين؛ والفضل يعود في ذلك لتوفيق الباري - عز وجل - ثم للجهود المباركة والمساعي الحميدة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - أيده الله -. ولا غرابة في ذلك وخادم الحرمين الشريفين - وفقه الله - هو من نذر نفسه لخدمة العروبة والإسلام ونصرة وعزة المسلمين في بقاع المعمورة، فهذا هو ديدن عبدالله بن عبدالعزيز، وهو القائد العربي المسلم الذي يتعامل مع الأمور والقضايا التي تعنى بالأمتين العربية والإسلامية بكل همة وصدق، في ظل ما يتمتع به - يحفظه اله - من حكمة ورؤى ثاقبة. فالملك عبدالله بن عبدالعزيز وهو القائد العظيم والسياسي المحنك كان - ولا يزال - همه وشغله الشاغل هموم وآلام إخوانه وأبنائه من العرب والمسلمين، وتجده الحريص دائماً على توحيد الصف ولمّ الشمل، والعمل على تحقيق ما يتطلع إليه العرب والمسلمون. ولعلنا نشير هنا إلى حصوله - أيده الله - على العديد من الأوسمة والشهادات التقديرية من دول وشعوب العالم لقاء الجهود المباركة والمساعي الحميدة التي بذلها - أيده الله - في ظل السياسة المتزنة والحكيمة لهذه البلاد، من خلال قادتها الأوفياء الحكماء، ومنها حصوله - حفظه الله - على المركز الأول في توحيد الصف العربي، من خلال الاستطلاع للرأي الذي أجرته منظمة الشعوب والبرلمانات العربية بجميع مكاتبها بالعالم العربي، والميدالية الذهبية التي تعد أعلى وسام عالمي لمنظمة اليونسكو التي منحتها له المنظمة تقديراً وعرفاناً للجهود المباركة التي بذلها - حفظه الله - في تعزيز ثقافة الحوار والسلام، وغيرها كثير. فهنيئاً لأمة أنت قائدها عبدالله بن عبدالعزيز.. ونحن إذ نشهد هذه المواقف وتلك المآثر العظيمة لهذا القائد العظيم لنسأل الباري - عز وجل - أن يمد في عمر خادم الحرمين الشريفين، وأن يسبغ على مقامه الكريم موفور الصحة والعافية لمواصلة مسيرة البناء المباركة في بلادنا، وأن يكتب كل ما قام ويقوم به - وفقه الله - من جهود مباركة وإنجازات عظيمة حيال خدمة العرب والمسلمين في موازين حسناته، وأن يحفظ سمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد، وأن يديم على بلادنا نعمة الأمن والرخاء.