يمثل سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم مالك الخيل العالمي المعروف، قيمة مرجعية عالمية عندما يتعلق الأمر بالفروسية والخيل التي عاصرها على مدى 3 عقود مالكاً ومربياً وخبيراً، وبالذات بأنسابها وسلالتها وسباقاتها. تجربة راعي مزارع شادويل بدأت في منتصف السبعينيات على الساحة البريطانية قبل أن يؤسس اسطبلاته الخاصة في أوائل الثمانينيات في أمريكا. حقق الشيخ حمدان 85 انتصاراً في سباقات الفئة الأولى في 7 دول تشمل 17سباقاً كلاسيكياً مخزون زاخر لهذا المالك جعلني أتوقف عند بعض من محطاته كثيراً وتحديداً تأثر وتراجع نتائج مزارعه (شادويل فارم) في أمريكا. يقول راعي نشوان: لقد حالفني الحظ في إنتاج خيول مميزة في أمريكا بعد أن أهدتني 10 خيول فائزة بحوالي 16 سباقاً كلاسيكياً، آخرها فوز المهرة «غناني» بسباق غنيس عام 2009 عندما أسست اسطبلاتي في أمريكا أوائل الثمانينيات، كانت توجد بالساحة الأمريكية فحول نادرة تصلح لإنتاج خيول تتألق على السباقات العشبية في أوروبا، وقد استفدت كثيراً من تلك الفحول وتحديداً «نور ثرن دانسر) (نصر الله) و(رزنتيف) وكان ذلك أحد مقومات النجاح، لكن بمرور الزمن فقد كبرت تلك الفحول أو نفقت ثم خلت الساحة الأمريكية من أبنائها الذين اتجهوا للسباقات الأوروبية وتحولوا إلى فحول هناك، وهذا هو السبب الحقيقي في عدم إنتاج شادويل لخيول مميزة في السنوات الأخيرة، لذلك شرعت مؤخراً في نقل بعض الأفراس من أمريكا إلى قواعدنا في أوروبا. وعن استمرار نجاح قودلفين وخيول أخيه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بأمريكا يشير الشيخ حمدان إلى أن قودلفين لديها أحد أفضل الفحول من سلالة (نورثن دانسر) المقيمة بأمريكا هو الفحل «مداليا دورو) ابن الفحل «سادلرس ويلز) الذي يعد أفضل أبناء «نورثرن دانسر» ولديهم الفحل «بيرنا ديني» ابن الشهير «أي بي اندي» مبدياً إعجابه بهذا الفحل لكونه يضم «نورثرن دانسر» و»ريز أنتيف» في الجيل الرابع من جهة الأم والفحل «نصر الله» في الجيل الخامس من جهة الاب إضافة إلى امتلاك قودلفين فحولا مميزة في أوروبا ولا سيما «دبوي» و»كنيجز بست» وغيرهما. غير أن «دبوي» هو أفضل أبناء الأسطوري «دبي ملنيوم» المنحدر من سلالة «ريز أنتيف» عبر «مستر بروسبكتر» و»سيكنج ذا غولد»، أما أمه وقد جمع المجد من طرفيه فهي من سلالة «نورثرن دانسر» عبر ابنه «شريف دانسر» مضيفاً إلى أن استراتيجيتنا حالياً تنصب على الإنتاج في أوروبا وتحديداً أيرلندا متوقعاً جني تلك الثمار قريباً جداً. محطة أخرى، لفتت انتباهي لرؤية الخبير الكبير عن الخيل العربية لسباقات السرعة وهو أحد أبرز ملاكها وداعميها يقول في هذا الجانب: حبنا للخيل العربية على وجه الخصوص فطري ولا يتأثر بأدائها في السباقات وتظل معزتها باقية ربحت أم خسرت معتبراً، تجربته ناجحة إلى أبعد الحدود في هذا المجال وخصوصاً مع الجيل النادر وعلى رأسها «بنجالي ومجاني والموري». وعن واقع سباقات الخيل العربية بشكل عام يقول الشيخ حمدان، لقد بدأ بتغيير وبرزت تحديات جديدة أولاً من الناحية التجارية البحتة!! كون تكلفتها لا تختلف أبداً عن تكلفة الخيول المهجنة غير أن الجوائز المالية للسباقات العربية متدنية ولا تقارن بجوائز سباقات (الثروبريد) الأمر الذي يترك آثاراً سالبة على الحرص في تملك تلك الخيول إذا أخذنا الجدوى الاقتصادية في الاعتبار،كذلك لا توجد مزادات نظامية لبيع الخيول العربية سوى المزاد الفرنسي قبل الأرك مما يجعل ملكيتها حكراً على مربيها فقط، وهو ما يطرح إشكالية تؤثر سلباً على توسيع قاعدة الملاك خاصة وأن أسعار تلك الخيول العربية ارتفعت كثيراً وأصبحت مشابهة لأسعار الخيل المهجنة. المحطة الثالثة رؤيته حول خيول القدرة والتحمل التي يراها أصبحت تمثل خياراً كبيراً أمام الخيول الكبيرة في السن عمر 6 سنوات فأكثر حيث لاحظت أن الأفراس الجيدة يتم إشراكها في تلك السباقات حتى عمر 6 و7 سنوات قبل إحالتها للتقاعد. وهذا يؤثر على إنتاجها لأن الأفراس كبيرة السن لا تنجب خيولاً جيدة. تلك هي أبرز المحطات التي استوقفني في استراتيجية نائب حاكم دبي وزير المالية وتجربته الثرية ما بين الفحول الأمريكية التي تصلح لأوروبا في إنتاج خيول كلاسيكية ومسايرته للمكان لا الزمان. ولكم عشاق أصول الدم وتراكيبها ومقارنتها لدينا وهل الحراك الأخير في استيراد فحول للميادين السعودية يتواكب مع المكان والحاضر بعد أن وصفت بعض الفحول المسنة لدينا أنها على طمام الجيل الرابع والخامس وربما السادس!! المسار الأخير طاح من عيني (عرب) ماهم ب قله وزاد في (عيني) عرب ماهم بواجد!!