لم يكن أكثر الجمهوريين تفاؤلاً يحلم بأن يصلوا إلى الرئاسة الأمريكية في المستقبل القريب، ناهيك عن أسرة آل بوش الإرستقراطية، إذ على الرغم من أن جورج بوش الأب كان رئيساً جيداً إلى حد كبير، إلا أن ابنه جورج سلم حكم الولاياتالمتحدة للمحافظين الجدد، بزعامة الصقر، ديك تشيني، ودونالد رومسفيلد، ونختلف، أو نتفق، حول بوش الابن، ولكن المؤكد أنه حكم أمريكا في مرحلة حرجة من تاريخها، وخاض حروباً كان من نتيجتها مقتل آلاف الجنود الأمريكيين، وخسر الاقتصاد الأمريكي كثيراً، وقد قال بوش الابن إن التاريخ سينصفه، ولا أظنه كان يحلم بأن إنصافه سيكون بهذه السرعة، فلا زلت مصراً على أن إسقاطه للديكتاتور الدموي، صدام حسين، كان إنجازاً لم يكن ليتحقق، لولا غزو العراق، مهما اختلفنا حوله، ولم لم يسقط صدام لرأينا أحفاد أحفاده يحكمون أبناء العراق بالحديد والنار، بعد قرن من الآن!. حتى وقت قريب، كان المرشح الجمهوري الأبرز لانتخابات 2016، هو حاكم ولاية نيوجرسي، كريس كريستي، ولم يكن آل بوش يفكرون في أن يترشح حاكم ولاية فلوريدا السابق، جيب بوش للرئاسة، إذ هم يعتقدون أن الشعب الأمريكي ليس مستعداً لرئيس من آل بوش في المستقبل القريب . هذا، ولكن إخفاقات أوباما المتكررة، وخفوت نجم الجمهوري الصاعد، كريس كريستي، شجعت جيب بوش على التفكير في الترشح للانتخابات القادمة، ويبدو أنه بات قريباً جداً من إعلان ذلك رسمياً، وجيب بوش يملك كل المؤهلات اللازمة - أمريكيا - للفوز بالمنصب، فهو ألمعي، مقارنة بشقيقه الرئيس السابق، كما أنه نجح، إلى حد كبير، في حاكمية ولاية فلوريدا، وأهم من كل ذلك، فهو قريب جداً من دوائر ايباك، وهي المنظمة التي لها الكلمة السحرية فيمن يحكم الإمبراطورية الأمريكية !. ومما يزيد في حظوظ جيب بوش بالفوز بالرئاسة أنه متزوج من فتاة لاتينية سمراء، وبالتالي فإن معظم اللاتينيين، والسود قد يصوتوا له لهذا السبب، مع أن هذه الأقليات تصوت، تاريخياً، للديمقراطيين، ومما يحسن ذكره أن زوجة بوش الأب، باربارا بوش، ووالدة جورج وجيب، سبق أن قالت، عندما ترشح ابنها جورج للرئاسة، في عام 2000، : «جورج ليس مؤهلاً لذلك، وربما أن أخاه جيب أفضل منه «، ولا أظن أن أحداً سيكون أكثر دقة منها في معرفة أبنائها، والخلاصة هي أن جيب بوش قادم للرئاسة بقوة، والأرجح أن تكون منافسته هي الديمقراطية، هيلاري كلينتون، فيا لها من انتخابات مثيرة، في 2016 !!.