في حوار فانتازي بين الغفوة والصحو ..وبين الواقع والافتراضي حدثني صديقي الجنوبي قائلاً: ماذا ستكتب في موضوعك التشكيلي القادم؟؟؟..هل ستستثمر اللحظة وتعيش مع الحدث وتكتب عن سوق عكاظ والتطلعات التشكيلية وأحلامك وأحلام التشكيليين عن عكاظ المستقبل الزاخر بالمناشط التشكيلية من مسابقات وورش ومحاضرات وصالات عرض وجداريات ومنحوتات ودعم لكتب ومؤلفات عن الفن التشكيلي بسوق عكاظ...قاطعته قائلاً له سبق لي قبل أعوام أن بثثت كثيرا من الآمال والتطلعات للحضور التشكيلي بسوق عكاظ سواء على مستوى المقال أو المستوى الرسمي وتحقق شيء منها ونتطلع لتحقيق الكثير إذا أصبحت هناك هيئة مستقلة لسوق عكاظ ...صمتنا قليلاً فابتدأ قائلاً إذا لماذا لا تكتب عن واقع التشكيليين والمعارض وتبث روح العزيمة والمنهجية والعمل الجاد ونشر الثقافة الواعية بين أوساط التشكيليين....أظنه اقتراح جيد وأنت تستطيع ذلك ؟؟ قلت له إن بعض الظن إثم يا صديقي...بعض أصدقائي التشكيليين تعودوا على المدح والتمجيد بالرغم من العمل بعشوائية والتمصلح من هذا الانفلات والعشوائية في وجود قلة الوعي وضعف الثقافة وأصبح الحوار حول الفن والثقافة بالنسبة لهم تنظير وسفسطة لا تستحق الالتفات لها في ظل مايجنونه من مصالح ومكاسب نتيجة لكثير من الجهل والأمية التشكيلية في بعض الأوساط البرجوازية والمتثاقفة والمتسلقة التي ابتلينا فيها بساحتنا التشكيلية وللأسف بمجرد انتقادهم أو محاولة تثقيفهم تتحول من صديق وقلم حر لعدو ومحبط وقاتل للمواهب ... قاطعني صارخاً وجدتها... لماذا لا تكتب عن الفنون التشكيلية والدور المأمول من وزارة الثقافة والإعلام في ظل قدوم وزير جديد لوزارة الثقافة والإعلام ؟... قلت له اقتراح جيد ولكن التطلعات للدور المأمول من وزارة الثقافة والإعلام تجاه الفنون التشكيلية أكبر بكثير من أن تحصر في مقال أو عدة مقالات... فالفنون التشكيلية تعاني من التهميش وقلة الدعم وغياب العمل المؤسساتي عنها في وزارة الثقافة والإعلام هو ما جعل موظف متخصص في الفنون التشكيلية يعمل وحيداً بوكالة الوزارة للشئون الثقافية حتى تقاعد وعمل بكل طاقته ولكن الحمل أكبر منه ناهيك عن المشاركات الخارجية وما يشوبها من مجاملات وعشوائية على حساب التمثيل المشرف لاسم الوطن وأضف إلى ذلك قلة الفعاليات التشكيلية الحالية بالوزارة وهشاشتها وغياب دعم الكتاب التشكيلي والتأليف والمكتبة التشكيلية..والقائمة تطول وهو ما يستحق وقفة جادة من معالي الوزير وعمل لقاء واضح وصريح وشفاف مع التشكيليين والسماع لهم والحوار معهم لنرتقي بلغة الفنون التشكيلية المشرفة والمشرقة باسم الوطن.... صمتنا ولم يدم الصمت بيننا طويلاً ... قال لي إذاَ لماذا لا تهجر الكتابة عن الفنون التشكيلية وهمومها ووجعها وتنطلق معي ياصديقي لفضاء الصورة الفوتوغرافية وتحلق بقلمك في فلسفة الصورة وجماليات اللقطة وحرية المشهدية وتكتب وتعيش مع الصورة الفوتوغرافية...فجأة توقف عن الحديث ثم قال لا لا لا...أخشى أن يحجب مقالك كما حجبت جائزة التصوير لهذا العام.