اجتذبت حركة جديدة تنتقد الحكومة الألمانية بدعوى أنها تتجاهل مخاوفها من حدوث اجتياح للبلد من قبل مسلمين ومهاجرين آخرين عدداً قياسياً من المشاركين بلغ 15 ألفاً في مسيرة بمدينة دريسدن بشرق ألمانيا الليلة الماضية. وتطلق الحركة الآخذة في النمو بسرعة فائقة على نفسها اسم بيجيدا اختصاراً لعبارة (أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب) وقد استمدت دعماً من أقصى اليمين ومن بعض الألمان العاديين المستائين من الزيادة الحادة في أعداد اللاجئين الذين قدّم كثيرون منهم فراراً من صراعات الشرق الأوسط. وانتشرت التجمعات الحاشدة بسرعة في أنحاء ألمانيا منذ إطلاق نداء على وسائل التواصل الاجتماعي في دريسدن قبل شهرين. وقد بدأت هذه الاحتجاجات في زعزعة المؤسسة السياسية الألمانية التي أمضت عقوداً في ترميم صورة ألمانيا كبلد منفتح متسامح بعد الدمار الذي خلفه النازي. وقال لوتس باخمان زعيم الحركة لمشاركين في المسيرة «السياسيون في ألمانيا منفصلون عن الشعب ولهذا لا يستطيعون فهم ما يدور هنا.» وكشفت تقارير إعلامية في الأسابيع الأخيرة عن سجل باخمان الجنائي والذي يتضمن جرائم سطو والقيادة تحت تأثير الخمر والاتجار بالمخدرات من بين جرائم أخرى. وخلال مسيرة أمس الاثنين هاجم باخمان (41 عاماً) وسائل الإعلام لما وصفه بالأكاذيب التي تنشرها عن الحركة مما أثار هتاف (أكاذيب الإعلام) بين مجموعة من المتظاهرين الذين كان معظمهم رجالاً من البيض تتجاوز أعمارهم 40 عاماً يرتدون ملابس رثة. كان باخمان قد أنشأ حركة بيجيدا في أكتوبر - تشرين الأول الماضي احتجاجاً على خطط إضافة 14 مركزاً لنحو 2000 لاجيء في دريسدن. وتضخم عدد طالبي اللجوء في ألمانيا إلى حوالي 200 ألف هذا العام وهو ما يزيد عن عدد الساعين للجوء في أي بلد غربي آخر فيما يرجع في جانب منه إلى تدفق السوريين. ورغم ندرة الأجانب في دريسدن ومنطقة ساكسونيا مقارنة بمناطق أخرى في ألمانيا وجد احتجاج باخمان صدى واسعا وتزايدت الأعداد في الاحتجاجات التي تنظم يوم الاثنين من كل أسبوع من بضع مئات إلى عشرة آلاف الأسبوع الماضي ثم إلى 15 ألفا أمس. ورفع المحتجون أمس لافتات كتب عليها «شجاعة من أجل الحق» و«امنعوا المهاجرين من استغلال نظامنا الاجتماعي» و«نفتقد بلدنا». وأخذ المشاركون يهتفون «إذا كانت ألمانيا لا تعجبكم.. اتركوها» و«نحن الشعب». وقام حوالي 6000 محتج بمسيرة أخرى مناهضة لحركة بيجيدا في مدينة دريسدن الليلة الماضية.