رغم ما نشهده من توجه كبير في دفع المرأة لمناخ العمل في جميع القطاعات العام والخاص ومع ذلك تواجه المرأة تمييزا وظيفيا و ممارسات تعسفية !! نهضة أي مجتمع تقوم على تضامن جهود المرأة والرجل فكلاهما مكمل للآخر. ولكن تظل النظرة للمرأة في مجال العمل أقل من الرجل وإن كانت أعلى منه شهادة أو خبرة أو تميزاً في العمل وامتلاك شخصية قيادية لم تتوفر في الرجل. التعسف الوظيفي ممكن أن يُصنف كعنف خفي تتعرض له المرأة لم تُسلط عليه الأضواء بشكل يمنحها الأمان في موقع وظيفتها وماينالها من تسلط أو هضم حق. ويبقى التعسف الحالة الشاذة للخروج من منظومة العدالة التي نادت بها الشريعة الإسلامية. المرأة التي يقع عليها التعسف بدون حول ولاقوة واغترار المدير بسلطته ونفوذه وخاصةً في حال تميزها فإنه يحولها إلى النقيض فالتعسف محرقة الإبداع . وللتعسف عدة أسباب منها شخصي ومنها عدم وضوح الأنظمة وغياب الشفافية التي لاتساعد على معرفة مالك وماعليك. كما أن التعسف له عدة طرق ربما يكون إحداها ممارسة الضغط النفسي على المرأة مما يجبرها لترك وظيفتها. طبيعة مجتمعنا ومانحن فيه هو ماجعل الرجل في كل مواقع القيادة في مجالات العمل في كل قطاعات الدولة. وبحكم المجتمع الذكوري والعلاقات الوظيفيه والشخصية تضيع وتُهضم حقوق للمرأة. فالمرأة تعاني من عدة جوانب في مواقع عملها. - الغموض وعشوائية القرارات تؤثر نفسياً وبالتالي يتأثر إنتاج الموظفة، هنا أركز على أهمية وجود بيئة مناسبة ومناخ عمل صحي. - لا يحق للمرأة تقلد أي منصب بل زملاؤها من الذكور ممن هم في مجال تخصصها وأقل خبرة منها يحظون بتلك المناصب! - قرار الرجل في العمل هو الصائب والمنفذ في أغلب الأحوال. - غيرة الرجل من عمل المرأة في العمل يوجد مناخاً سيئاً للإبداع والإنتاج. - الرجل هو من يحظى بالدورات والندوات والانتدابات وورشات العمل والمرأة مهمشة !! - المرأة لايحق لها أن تناقش أو تبدي رأياً بل عليها التنفيذ وإن كان الأمر خطأ!! - في ظل الانفتاح في مجال العمل والعمل المختلط يكون هناك ضرورة حضور المرأة للاجتماعات للمشاركة ومعرفة مستجدات العمل ونقاش العوائق لديها وطرح أفكار وحلول وخطط ولكن المرأة تهمش مع أن حضورها يرفع من مستوى تقدير الذات والثقة والاحترام المتبادل بينها وبين زميلها الرجل. مازلنا نعيش للأسف تحت سطوة بعض المجتمعات الذكورية الذي لم تتخط بعد عقدة الأنثى ! رغم تلك التحديات التي لايريد البعض الاعتراف بها فإن الانفتاح الثقافي والانفجار المعرفي والوعي لدى المرأة أكد أن لديها من الكفاءة والطاقة الإيجابية ما يرتفع بمستوى أداء العمل ويميزها عن زميلها الرجل.