السلام عليكم كثيراً ما نطالع في هذه الصحيفة المحترمة أخبارا عن دورات الإرشاد الأسري آخرها تنفيذ جامعة القصيم وجمعية أسرة ببريدة أكثر من 840 برنامجاً تربوياً وإرشادياً في المجال الأسري والنفسي. وأقول إن الأسرة ثاني ميادين المسؤوليّة بعد مسؤوليّة الفرد عن نفسه، حيث إنه إذا اعترضها سوء فهم وتشويه فإنّها تنقلب إلى تسلط واستبداد من الأب أو الزوج، وثورة أو استبداد أو حتى إذلال من الأمّ أو الزوجة، وتمرّد وعصيان من الأبناء أو البنات، فالكلّ مسؤول أمام الله عن تقصيره، ولذلك لا بدّ من تصحيح علاقة الزوجين فيما بينهما، بحيث تربطهما علاقة متميّزة. والحقيقة أنّ هذا لا يتحقق إلا إذا أقيمت بينهم ثقافة مسؤولة، تساعد كل أفراد الأسرة على استخراج القدرة العقليّة والنفسيّة والإراديّة، وتنمية المهارات العمليّة التربويّة، وتربيّة الأسرة على أصول ثقافيّة علميّة إسلاميّة تساهم بشكل فعّال في إنشاء جيل صالح يصلح المجتمع بصلاحه، وتنتشر الفضيلة فيه، فلا أشّد على الأعداء في الداخل والخارج من جيل صالح يفهم الإسلام العالمي الشامل بصورة صحيحة، وينشره في مجتمع تملؤه المؤسسات التربوية الصاعدة الهادفة إلى تحقيق مستوى المكانة العاليّة في الدنيا والآخرة بتحقيق الشعور بالمسؤوليّة والبذل والعطاء، لا الأخذ والمطالبة بالحقوق. إن الأسرة عماد المجتمع، وعلينا أن نعنى بها كل العناية إذا كنا نريد لبلادنا ولمجتمعاتنا خيراً.