كشفَ مركز رؤية للدراسات الاجتماعية في دراسة أجراءها عن العنف الأسري بالمنطقة الشرقية أن للعنف الأثري آثارا سالبة تتمثل في الطلاق والانحراف الأخلاقي ثم التأخر الدراسي والرسوب. وأوضحت الدراسة أن79.6٪ من إجمالي الأشخاص الذين شملتهم الدراسة أشاروا إلى أن العنف الأسري هو السبب الرئيس وراء تزايد معدلات الطلاق في المنطقة بينما ذكر72.7٪ إلى أنه سبب مباشر للانحراف الأخلاقي . وأضافت الدراسة أن بنسبة 70.9٪، أكدوا أن العنف الأسري يقود للتأخر الدراسي ورسوب الأبناء فيما أشار46.2٪. إلى أنه يودى لعدم قدرة الزوج على الانتظام في عمله. وجاء ترتيب أنواع العنف الأسري المنتشرة بالمنطقة الشرقية بحسب الدراسة كالتالي: العنف اللفظي والعنف النفسي والعنف الجسدي والعنف الاجتماعي والعنف الجنسي والعنف الاقتصادي والعنف بالإهمال والعنف الصحي.
وأوضحت الدراسة التي كانت تحت عنوان ( العنف الأسري بين المواجهة والتستر) أن سوء فهم العامة للتشريع الإسلامي وبخاصة في المسائل المتعلقة بحق الزوج في ضرب زوجته وتأديبها وبحقه في القوامة عليها وعلى أولاده واستبداده بهم يؤدى للعنف الأسري . كشفت نتائج الدراسة عن استبداد كثير من الأزواج في ممارستهم أشكالاً من العنف اللفظي مثل تهديد الزوجة بالطلاق أو الزواج عليها وأشكالاً أخرى من العنف النفسي بهجرها وإذلالها مشيرة على أن هناك عوامل أخرى تؤدي للعنف الأسري منها إقامة الزوج علاقات جنسية محرمة وتحرش الزوج بالخادمة وسوء التوافق الجنسي بين الزوجين وتحرش الأبناء بالخادمات والبرود الجنسي عند الزوجة ودخول مواقع الإنترنت المشبوهة تليها العوامل النفسية منها عدم وجود تفاهم بين الزوج أو الزوجة وشك الزوج في زوجته و شك الزوجة في زوجها واستبداد الزوج برأيه وضعف شخصية الزوجة )، وأشارت الدراسة إلى عدد من العوامل الاجتماعية المؤدية للعنف الأسري منها غياب الألفة بين أفراد الأسرة وإدمان الزوج للمخدرات وضعف العلاقات الاجتماعية في الأسرة وعدم الإتفاق على أسلوب للتربية داخل الأسرة وكثرة خروج الزوجة من المنْزل وعدم التكافؤ التعليمي بين الزوجين وتحيز الأبناء مع الأب ضد الأم . وعددت الدراسة عدداً من العوامل الاقتصادية التي تقود للعنف الأسري وعلى رأسها الإنفاق على إحدى الزوجات وإهمال الأخرى وتعطل الزوج وتكاسله في البحث عن عمل وبخل الزوج وتقتيره على زوجته وأولاده وإنفاق الزوج ماله على السفر للخارج وضعف راتب الزوجة أو الابنة أو الأخت.
يذكر أن الدراسة التي غطت جميع مناطق المملكة ستصدر خلال الشهر الجاري ضمن سلسلة الدراسات والبحوث عن مركز رؤية للدراسات الاجتماعية وهو مركز غير ربحي، يقدم حلولاً عملية، لتنمية المجتمع من خلال بحوث منهجية متعددة الجوانب تتميز بتأصيل شرعي ومقره محافظة الرس بمنطقة القصيم.