سعادة رئيس التحرير الأستاذ خالد المالك بتاريخ 27 ذي القعدة 1435ه نشرت الجزيرة موضوعاً بعنوان: (وزارتا الكهرباء والشؤون الإسلامية.. تجاهل غير مقبول) بقلم الدكتور محمد السيف، تحدث فيه سعادته عن الهدر غير المبرر في استخدام الطاقة الكهربائية في المساجد، وضرورة وضع حد لهذا الهدر في الكهرباء، والعمل على عمل جدار زجاجي، يفصل الصفوف الأمامية في كل مسجد عن أماكن الصلوات الخمس؛ من أجل ترشيد الكهرباء وعلى الرغم مما تلقاه الكاتب من بعض المسؤولين أن هذا الموضوع هو محل الاهتمام، إلا أنه بعد لم يحظ بالاهتمام اللازم، ومن ثم أشار إلى ما نشرته صحيفة الاقتصادية يوم (الأربعاء 22 ذي القعدة 1435ه) بأن حجم استهلاك المساجد من الطاقة الكهربائية خلال عام 2013م بلغ (2356) مليار واط/ الساعة، وأن ذلك يفوق استهلاك القطاع التعليمي والصحي الأهلي أو يفوق استهلاك المستشفيات الحكومية أو أنه يزيد عن استهلاك الإنارة العامة في المملكة.. الخ. حقيقة إن موضوع الهدر في استهلاك الكهرباء في المساجد يبعث على الألم لأنه فعلاً إهدار متعمد فيه إثقال للصرف عليه وحرمان لمن يستجدون إنارة منازلهم وهم بالانتظار أشهراً ربما تصل إلى السنة، وبما أنني أعمل مؤذناً فإني أدرك ذلك وأشهد عليه وإن قلت إنني نلت العداء والإساءة واللوم الكثير من بعض من المصلين لإمساكي بزمام الإنارة والتبريد والتصرف بها على قدر الحاجة من أجل الترشيد والرأفة ببعض مرضى الربو وضعاف الأجسام وكبار السن الذين لا يتحملون زيادة في التبريد فلا تستغربوا، ومن المعلوم أن الهدر في الكهرباء هو إسراف والإسراف نهى عنه رب العالمين قال سبحانه: {يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} (31) سورة الأعراف، وقال: {وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا * إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ} (26-27) سورة الإسراء، وقال عليه الصلاة والسلام: (لا تسرف ولو كانت على نهر جار) فهنا نهى إلهي ونهي نبوي من نبينا صلى الله عليه وسلم ألا يجدر بنا الأخذ به؟ ومن هنا أضم صوتي لصوت الدكتور محمد في كل ما تحدث به ولكني أؤكد أن الطين والعجين قد ملأ آذان مسؤولي المساجد. أما شركة الكهرباء فما عسى أن يفعلوا فلوا تصرفوا من قبلهم ولو فعلوا لخرج عليهم من يقول نحن ننير مساجد الله وأنتم تنيرون الشوارع والحدائق والمساجد أولى وهكذا، ومن ثم ستتوقف الشركة عن التصرف وهنا سأضيف على ما تضمنه مقال أخي الدكتور محمد نقاطاً يجب الأخذ بها من أجل الترشيد في الكهرباء في المساجد وهي كالتالي: - بالنسبة لما سيستجد من المساجد يجب أن يكون 75% من جدرانها الخارجية الشمالية والجنوبية والشرقية من الزجاج العادي ليعطي المسجد ما يحتاجه من الإنارة في وقتي الظهر والعصر، على أن يكون منها 25% نوافذ تفتح عند الحاجة، وقد رأيت مثل هذا بمسجد الثنيان الواقع على امتداد شارع اسطنبول من الجنوب بعد الجسر الجديد بالدائري الجنوبي الجديد بمخطط المستودعات والاستراحات خلف المحطة فقد صليت به ظهراً وعصراً نقرأ القرآن على الإنارة الطبيعية ولا يوجد مصباح مضاء. - أن يشتمل التصميم على قبة أو عدة قباب حسب مساحة سطح المسجد بارتفاع لا يقل عن 120سم 90% من جدرانه زجاج كما في جدران هذا المسجد ليعطي إنارة أكثر خلال وقتي الظهر والعصر. - يطبق هذا الوصف على أي مسجد مستجد في أية مدينة أو قرية مع تغير جدران الزجاج حسب اتجاه المسجد للقبلة ويطبق على المساجد التي سترمم أيضاً بقدر الإمكان. - أن يكون من ضمن مواصفات المسجد الجديد تحديد نوع أجهزة التبريد لتحدد الكمية الكافية لنضمن عدم الهدر من حيث العدد، أما من حيث التشغيل فراجع للمسؤول عن المسجد وفقا لتعليمات التشغيل التي تصدر من إدارة المساجد. - الإصرار على استخدام المواد العازلة في الإنشاء في الجدران والسطح مهما كلف الأمر. - الاهتمام بعملية الفواصل الزجاجية بين الصفوف الأولى والتي تقام بها الصلوات الخمس في المساجد ذات المساحات الكبيرة وخاصة مساجد الجمع لنحد من عدد المكيفات التي تعمل وكذا الأنوار. - أخيراً تكلف لجان تزور جميع المساجد لتعمل على إزالة الزائد من المكيفات أو إيقافها إلى حين الاحتياج لها حالما يعطل شيء من التي أقرت بالعمل. - عدم السماح بوضع الأنوار الكبيرة (الكبوس) على محيط المساجد وإن كان لابد من وجودها فيلزم إطفاؤها بعد صلاة العشاء ويكتفى بإنارة المنارة ليلاً. وختاماً أجزم أن التهديد والوعيد الذي نسمعه أو نقرأه من خلال الصحف من قبل بعض من مسؤولي المساجد لا ينفخ ولا حتى الرماد ما لم يتبعه التعقيب والفعل وأؤكد أنه لو أخذ بتلك النقاط لتوفر أكثر من 35% إلى 50% من الاستهلاك بل أراهن على ذلك، وبالله التوفيق.