هذا الموضوع يدور في ذهني منذ زمن، وقد أحياه اليوم إعلان في (الرياض) بعنوان (جامع الفاروق - مثل يُحتذى به: قبل كان عدد المكيفات 27 يُضطر لتشغيلها جميعاً رغم محدودية الصفوف لأغلب أيام الأسبوع ما عدا الجمعة) (بعد: فُصِلت الصفوف الأخيرة عن بقية المسجد بعازل زجاجي يسمح بترائي الصفوف وبذلك اقتصر تشغيل عدد المكيفات على 8 (عدا يوم الجمعة وتحقق وفر أكثر من 86٪ من الطاقة الكهربائية) (الترشيد طاعة لله واتباع لهدي نبيه واستجابة لولي الأمر). وزارة المياه والكهرباء 20/9/1431ه قلت: كل الأحياء تحتاج لنفس الإجراء حيث يوجد جامع أو أكثر تشغل مكيفاته كاملة رغم محدودية الصفوف إلا في صلاة الجمعة، وهذا إسراف نهى الله عنه.. (رفع السقوف والقبب والزخارف) بناء المساجد من أعظم القربات لله جلَّ وعلا، ولكن الملاحظ أن كثيراً من مساجدنا مرفوعة السقف جداً (بعضها يصل إلى عشرة أمتار) مع وجود قبب عالية فاخرة مكلفة وزخارف، وكل هذا لا داعي له، فرفع السقف فوق اللازم يكلف في البناء والكهرباء والصيانة، والزخارف لم يعرفها صدر الإسلام، وقد كانت حجرات رسول الله صلى الله عليه وسلم يلمس الغلام سقفها بيده.. إذن فالمطلوب هو بناء بيوت الله بدون إسراف وزخارف وقبب هائلة، لأن في ذلك هدراً لأموال ينبغي أن تصرف في بناء مساجد أخرى في الهجر والقرى وما زاد تدعم به الجمعيات الخيرية المرخص لها من الدولة.. (المباني الحكومية) ونلاحظ الإسراف في تشطيب أكثر المباني الحكومية بأفخر المواد وأغلاها، مع رفع السقوف والاهتمام بالمظاهر بحيث أصبحت مكلفة جداً في التنفيذ والصيانة، والترشيد يقتضي جعلها (مباني وظيفية) عملية.. متينة.. دون بذخ ولا إسراف في مظهرها الخارجي والداخلي، فالمملكة قارة مترامية الأطراف تحتاج إلى أضعاف المباني الموجودة للدوائر الحكومية وللإسكان الشعبي الذي أصبح مشكلة حقيقية، والذي نأمل سرعة التحرك الحكومي (عبر هيئة الإسكان وأمثالها لتوفير عدد كبير من المساكن بأقل تكلفة ممكنة وفق (هندسة القيمة).. (الأموال موارد نادرة) ومهما كثرت الأموال، فإنها تظل موارد نادرة ينبغي صرفها بترشيد وتقديم الأولويات على الكماليات (الأهم فالمهم) دون بذخ ولا إسراف فبلادنا - كما قلنا - قارة كبيرة، والنمو السكاني لدينا من أعلى المعدلات في العالم إن لم يكن أعلاها على الإطلاق، لهذا أقترح إطلاق حملة (الترشيد) في مصاريف الدولة وفي الأعمال الخيرية بحيث يوضع كل ريال في موضعه ونقدم الأهم على المهم.