يسألني أحد التشكيليين الشباب: ماذا بعد هذا التقليد أو العادة أو الإيقاع الرتيب في إقامة المسابقات والمعارض الجماعية.. ويضيف قائلاً: (نحن معشر الشباب لم نحصل على ما كان عليه الفنانون الأوائل من فرص اقتناء الأعمال ولم يعد لنا حظ فيما يقام حالياً إلا التعب).. ويستمر الفنان الشاب في شكواه وتألمه قائلاً: (أصبحنا كعمالة التنفيذ لرغبات منظمي المعارض ومراسمنا رغم ضيق مساحتها امتلأت باللوحات وجيوبنا لم تعد قادرة على تغطية احتياجاتنا الشخصية، فكيف بمستلزمات إنتاج لوحاتنا أو منحوتاتنا؟). والحقيقة أن ما جاء على لسان هذا الفنان الشاب قضية تحتاج إلى موقف قد لا نستطيع تحديد المسئول عنه.. لكن الأمر يتعلق بتسويق تلك اللوحات.. التي لا يعرف أيٌ منا كيف يقوم على تسويقها، مما أتاح لغير السعوديين من المقيمين الذين سلمت لهم محلات بيع اللوحات و(البراويز) بكل حرية باستغلال الموقف بشراء أعمال الشباب بأسعار بخسة وإدخالها في مشاريع تجميل كبيرة بأسعار عالية، مستفيدين من علاقتهم بموظفين في مكاتب للديكور أو محلات الأثاث التي يتم من خلالها تسويق اللوحات.. ناهيكم عن بعض السعوديين ممن امتهنوا تسويق الانتيكات والإكسسوارات والتحف من استغلال الفنانين الذين أثقلت كواهلهم الديون وبالقيمة المتدنية دون مراعاة لتاريخهم أو لتجاربهم أو للقيمة الفنية لأعمالهم أو من الشباب الناشئة في الفن التشكيلي واقتناء أعمالهم بذات الطريقة وتسويقها لمشاريع تُقدم لهؤلاء السماسرة على طبق من ذهب عبر أصدقاء لهم مسئولون في بعض الإدارات والمؤسسات.أما الجانب الأكثر إيلاماً فهو في حضور مندوبين لصالات عرض أجنبية لها فروع في بعض دول الخليج لاختيار أعمال الجيل الجديد أو من فنانين لديهم قابلية تغيير الجلد حسب أجواء الاقتناء رغبة المندوب في (تفصيل) العمل بما يطابق رغبة المقتنين من زبائن صالاتهم لتجميل مشاريع كبرى. أما جانب الثقة واحترام المقيم من أي جنسية فهو سماح منظمي الأعمال الفنية وأصحاب الصالات لأولئك (المقيمين العرب تحديداً) الذين أصبحوا من أبرز رواد تلك المعارض أو الصالات وأقول العرب تحديداً لأن الأجنبي يعي أن تصوير المعرض دون أخذ إذن المسئول عنه أو من الفنان يُعد جريمة، أما ما أعنيهم فهم من يحملون كاميراتهم ويقومون بتصوير المعارض كاملة بدقة عالية لهدف تكبيرها حسب الطلب وتجميل الجهات الراغبة وبأسعار ضعف ما يتلقونه من وظائفهم، ويكفينا أن كثيراً من التشكيليين يكتشفون وجود مستنسخات للوحاتهم في مواقع عدة في مؤسسات خاصة طُبعت دون علمهم. الحديث عن الفقرة الأخيرة سيكون له مساحة أكبر وأشمل في الصفحة.. هذا الواقع يدفعنا للسؤال عن من يحمي حقوق الفنانين.. ومن المعني بتسويق أعمالهم.. ومن لديه القرار في أن يكون للفن التشكيلي النسبة الأكبر في التسويق التجاري مقابل الصيني، ولماذا يسمح منظمو لمعارض لكل من هب ودب بتصوير اللوحات المعروضة دون مراعاة لحقوق المشاركين إن كان المعرض جماعياً أو حق الفنان إن كان المعرض فردياً.