في عدد سابق وقبل عدة أشهر قرأت في هذه الجريدة الوضاءة في عنوان داخلي (العواجي يلتقي طلاب موهبة الذي تشرف عليه مؤسسة الملك عبدالعزيز للموهبة والإبداع - هذا اللقاء ضمن برنامج - لقاء وتجربة - كان ضيف الأمسية الدكتور المهندس صالح بن حسين العواجي وكيل وزارة المياه والكهرباء.. وهذا البرنامج المتواصل مع النخب المتميزة يحسب لهذه المؤسسة الرائدة ويصب في مصلحة المواهب المتجددة من طلابنا النابهين خاصة عندما يجدون القدوة الفاعلة والرموز الحيّة أمامهم كمثال يحتذون به في مسيرة حياتهم ويثري تطلعاتهم في الإبداع والتطوير من واقع مسيرة وحصاد النجاح والتميز الذي حصل عليه الرواد البارزون في عملهم ومسيرة حياتهم العلمية والعملية أمثال الدكتور المهندس العواجي.. ولا أعدو الحقيقة قيد أنملة وبعيداً عن المبالغة وأقولها كلمة للحق وللتاريخ وللأجيال: (إنه ومن واقع ما أقرأ وأسمع عن الدكتور العواجي فهو مسؤول عملي وديناميكي أمضى معظم حياته الوظيفية في وزارة الكهرباء وتدرج في المناصب الإدارية حتى وصل بكفاءته وإخلاصه إلى وكالة الوزارة.. وقد ترجم تخصصه وخبرته بما يخدم وطنه من خلال هذا المرفق الحيوي المهم بكل صدق وأمانة وإخلاص وإتقان، وأستطيع أن أجزم ومن وجهة نظري وبدون مجاملة بأنه إن لم يكن وكيل وزارة استثنائياً فهو بالتأكيد ليس وكيلاً عادياً للمهام والمسؤوليات والواجبات التي يضطلع بها.. ومن الإنصاف والأمانة والقول: إن مثل هذا المسؤول الحصيف ومن واقع سيرته ومسيرته وجهوده وإخلاصه أنه من الذين يصنعون النجاح عن طريق العمل والسهر المتواصل في أداء الواجب يحفزه على الإتقان والإنجاز ضمير يقظ ووطنية صادقة.. ومن الأهمية بمكان أن نثمّن بمداد الوفاء والعرفان جهود المخلصين من أبناء الوطن على منوال الحكمة المأثورة - قل للمحسن أحسنت، حتى لا يتساوى المخلص بالمفلس والعامل بالخامل.. ولست هنا في وارد الاستطراد في تعداد جهود هذا المسؤول المتميز المثالي، علماً بأنه لا تربطني به صلة قرابة ولا علاقة إدارية أو مصلحة خاصة وأشهد الله على ذلك.. ولكنني كمواطن منصف أحد الذين تعجبهم الخصال الكريمة والصفات الحسنة وتطربهم إيقاعات الإخلاص والتفاني من أي مسؤول وفي أي مرفق كان.. ومن أبجديات الوفاء وتقدير المتميزين أن نقدّر عطاءهم الفاعل ونثمّن جهودهم ونبارك خطواتهم وأن نسعى جاهدين إلى المطالبة بترقيتهم وإتاحة الفرصة لهم بمراكز إداريةتقدمة فاعلة تليق بعطائهم أسوة بأندادهم ونظرائهم ممن حالفهم الحظ والحظوة بتسنّم مراكز قيادية عليا، وأنا هنا أرفع مجرد اقتراح مناشداً من يهمه الأمر ويقدّر كعادته الكريمة المعطاءة السخية جهود العاملين المخلصين من أبناء الوطن الغالي، إنه وعلى ضوء أهمية هذا القطاع الحيوي وأعني به شؤون الكهرباء ودوره المفصلي المؤثّر في إيقاع مسيرة حياتنا اليومية ومسيرة التنمية عموماً بمختلف فروعها وأغراضها... الاقتراح والرأي الذي أعرضه ولا أفرضه: إنه على ضوء دمج وزارة الكهرباء مع وزارة المياه وهما قطاعان هامان حيويان كبيران فإنني اقترح - وجهة نظر ليس إلا- رفع منصب وكيل الوزارة الحالي إلى نائب وزير لشؤون الكهرباء.. وهذا هو السائد في وزارات عدة تقف معها وزارة المياه والكهرباء على قدم المساواة. فلو أخذنا بصراحة على سبيل المثال لا الحصر وزارة التربية والتعليم لوجدنا بجانب الوزير نائب وزير بمرتبة وزير ونائبان آخران لتعليم البنين والبنات بالمرتبة الممتازة وعدد وفير من وكلاء الوزارة لمختلف المراحل التعليمية والإدارية والتطوير الإداري والمباني المدرسية بالمرتبة الخامسة عشرة، وهناك وزارة العمل ووزارة التعليم العالي ووزارة الخدمة المدنية والصحة وغيرها من الوزارات والمصالح الحكومية والمؤسسات العامة التي تحفل بوظائف نائب وزير أو نائب رئيس بالمرتبة الممتازة.. فهل يا ترى وزارة الكهرباء والماء بهمومها المتشابكة ومسؤولياتها الكبيرة وأعبائها الجسام تقل شأناً أو أهمية أو مسؤولية حتى نستكثر على الأقل إحداث وظيفة نائب وزير لشؤون الكهرباء..؟ وفّق الله العاملين المخلصين وسدّد على طريق الخير والهدى خطاهم.. إنه تعالى سميع مجيب. والله من وراء القصد.