في الإمارات أوجدت الحكومة الرائدة هيئة اتحادية للموارد البشرية؛ لتصنع الرجال، وتدعم أبناء الإمارات وظيفياً بما يتماشى مع التنظيم الحكومي والمؤسسات والشركات؛ لتحفظ حق الموظف منذ بداية عمله حتى تقاعده. كما أنشأت الهيئة الاتحادية موقعاً إلكتروني لتسجيل المعلومات لكل موظف على أرض إمارات الخير من أجل أن يكون أرشيفاً للعاملين والعاملات مدنيين وعسكريين؛ ما ينمي الاهتمام الكبير بأبناء الدولة دون استثناء، إضافة إلى إيجاد مواقع أخرى تعنى بالموارد البشرية التي تحقق لابن الإمارات وظائف في القطاع الخاص من خلال موقع (بيت)، كدليل إرشادي لكل طالب وظيفة يبحث عن الاستقرار والأمن الوظيفي وفق سيرة ذاتية يدخلها صاحب الطلب عبر هذا الموقع، ومن ثم ينتظر قبول طلبه من أحد القطاعات التي تبحث عن جيل صانع للعمل ومتحمس لخدمة ذاته ووطنه. إضافة إلى تدريب العاملين أو المتقدمين للعمل لتنمية مهاراتهم وتحسين لغاتهم وفق المتطلبات البيئية الوظيفية، خاصة أن الإمارات بمجملها يتسيد القطاع الخاص بها أهمية كبيرة لجذب الشباب بميزات عالية، وضعتها الحكومات الإماراتية لتأمين الشباب والشابات. في المملكة العربية السعودية كما هو في الإمارات العربية المتحدة يوجد صندوق ضخم يسمى صندوق الموارد البشرية، تدعمه الحكومة من خلال وزارة العمل ووزارة المالية السعودية، سمي (هدف)، ويتمخض منه مشروعات كبرى عدة تدعم الباحثين عن العمل أو الخريجين في دعمهم تدريبياً ووظيفياً حتى تستقر أوضاعهم الوظيفية، ويتميز هدف السعودي بدعم المعلمين في المدارس الخاصة ومراجعة الاحتياجات الوظيفية ونظام التوظيف والتدريب وإعادة تأهيل حملة الدبلومات وبرنامج دعم الأجور وتأنيث المحال النسائية لتضع من خلال ذلك جائزة الإصرار وفق التحديات التي واجهت الموظف أو صاحب المشروع؛ حتى تمكن من النجاح. هذا التمازج الفكري بين الحكومتين في صنع الأجيال دونما اتكال على الذات فحسب يعطي رسالة مهمة أن الحكومات الخليجية، خاصة في الإمارات والسعودية، لا تتخلى عن ابن الوطن وبناته، فإضافة إلى تعليم المواطن وتوظيفه تساعده في اختيار الأنسب له وظيفياً. ويصل دعم الموارد البشرية إلى دعم المواطن بالمال أو المرتب المؤقت حتى يجد عملاً يناسبه. بين هذه الأفكار والجهود السعودية والإماراتية للحفاظ على مكتسبات الأوطان من خلال سواعد الأجيال تكون المسؤولية أكبر على من تولوا الإناطة بدعم الشباب وتحقيق الأماني لهم بعيداً عن البطالة والفاقة التي تصيب كثيراً من شباب الأمة العربية. نعم، نفخر بأن بين هاتين الدولتين همًّا مشتركاً في صنع الرجال والأجيال، وإن اختلفت القوانين أو الأفكار لكنها تصب في قالب واحد، هو الغاية من دعم المواطن أينما كان. وتُعد الموارد البشرية من أهم نجاحات الدول؛ لأنهم في الأخير يقودون سفينة البلدان إلى بر الأمان، وهم حماته فكرياً وأمنياً. وإذا ما سعت الأوطان إلى تحقيق أكبر قدر ممكن من تأمين الموارد البشرية فإنه سينعكس سلباً على اقتصاد البلد هذا أو ذاك، وعلى البنية البشرية والتنمية الاقتصادية. فهل يعقل أن نقبل بالأجنبي ونترك له إدارة البلد؟ الطبيعي أنه لا ولن يكون بتضافر العقول وتنشئة الأجيال ليكونوا هم رواد الوطن في بلدينا الكريمين. أتمنى من تلك المشاريع المشتركة في الإمارات والسعودية المبادرة في تلقيح الأفكار، والتجمع في تظاهرة علمية وعملية لتجسيد روح التعاون في إعداد صياغات مشتركة، والاستفادة من الطرفين للآخر في تعزيز مشاريع تنمية الموارد البشرية لشعب الإمارات والمملكة، ودعوة الشباب والشابات لهذا اللقاء المميز؛ حتى يستفيد الطرفان من تلك الأنظمة المحققة لأمن الوطن في شبابه.