دعا خبراء في قطاع الموارد البشرية إلى إطلاق سياسات حديثة ومتطورة فى الاستثمار الأمثل في العنصر البشري لمواكبة تحديات المرحلة المقبلة. وأكد الخبراء المشاركون في منتدى ومعرض الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للتدريب في ختام فعالياته بجدة أهمية استثمار الموارد البشرية باعتباره الاستثمار الأمثل، ودعوا إلى الاهتمام بالتأهيل والتدريب المستمرين للمورد البشري في القطاعين العام والخاص. وشدد المتحدثون على ضرورة أن تكون برامج تدريب قدرات ومهارات العناصر البشرية وتطويرها ذات موقع متقدم وأساسي في اهتمامات المؤسسات وميزانياتها وخططها المختلفة، سواء تعلق الأمر بالقطاع الخاص أو العام. ولكي تؤدي هذه البرامج دورها وتحقق الأهداف المرجوة منها لابدّ من أن تكون ذات طبيعة دورية ومؤسسية وليست مؤقتة أو موسمية .ودعت الدكتورة أمل شيرة ،نائب رئيس لجنة الموارد البشرية بغرفة جدة فى احدى جلسات المنتدى بضرورة الاستثمار فى الشباب السعودى وقالت " : "ولتحقيق هذا الهدف لا بد من العمل على عدة أمور أساسية، وطالما أن التوطين هدف استراتيجي لا بد من وضع خطة بعيدة المدى في مختلف درجات السلم الوظيفي، وأن يوضع عامل حافز ومكافآت لاستبقاء العامل السعودي، ويوضع له برنامج تطويري سنوي تتم متابعته من قبل مدير الشركة، فيما لا بد من أن تظهر في تعاملات الشركات العليا استراتيجيات استبقاء العامل السعودي ." أما الدكتور احمد عبدالكريم، مستشار الموارد البشرية فيرى ان الاعتماد على الحكومة بالرغم من ماتقوم به تجاه المواطن ليس منطقياً ، وقال: " حتى لوصرفت الحكومة الملايين لتطوير وتعليم مواطنيها اذا لم يستثمر الشخص قدراته ومؤهلاته بنفسه فما الفائدة."واتفق معه الاستاذ إبراهيم بن فهد المعيقل، رئيس صندوق التنمية البشرية على ان الحكومة السعودية تولي أهمية قصوى لتهيئة ابنائها من الجيل الحالى ليصبحوا افضل من الجيل الماضى من خلال وسائل التعليم والتطوير الحديثة ولكن على المواطن ان يسعى بكل جهد ان يطور نفسه من خلال مؤسسته. وقال فى كلمته " ان افضل مركز تدريب لتأهيل وتدريب الموظفين ألا وهو المنشأة نفسها التى يعملون بها والرغبة هى الحافز الاول للتعليم والتطوير."ومن جانبه أكد الاستاذ احمد بوزبر، خبير الموارد البشرية من دولة الكويت على ضرورة تفعيل الأجهزة التنسيقية للتوظيف في كل دولة في القطاعين العام والخاص وتحديث وتطوير النظم والقوانين لتوظيف المواطنين في كل دولة وتفعيل قرارات توطين الوظائف بشكل تدريجي وحث الجامعات والمعاهد والغرف التجارية على تدريب المواطنين الخليجيين على متطلبات سوق العمل.وشارك في المنتدى والمعرض 28 خبيرا ومتخصصا دوليا ومحليا في مجال التنمية الإدارية، بهدف تقاسم وجهات النظر والخبرات حول موضوع تأهيل الموارد البشرية وتطوير الاهتمامات التنموية ذات الصلة بقطاع التكوين الإداري. وتم خلال اللقاء، الذي انعقد تحت شعار " التميز في تطوير الثروة البشرية"، بحث العديد من القضايا، أبرزها تطوير قطاع الموارد البشرية والحكامة، ومفهوم الإدارة الاستراتيجية لتنمية الموارد البشرية، وتوحيد الجهود في تبني أفضل الممارسات والمعايير العالمية المطبقة في هذا المجال.وأقيم على هامش المنتدى معرض شاركت فيه مجموعة من المؤسسات الاستشارية والأكاديمية العالمية من معاهد ومراكز تدريب والموارد البشرية من الامارات - ألمانيا – قبرص – ماليزيا – الهند – مصر – سويسرا من أجل التعريف بتجاربها حول الإصلاحات في مجال التعليم والتدريب وإدراة المواهب والحكامة، وتبادل الأفكار والمعلومات، ومناقشة المواضيع المتصلة بتطوير الموارد البشرية.