في الجزء الرابع من مقامات الحريري في الصفحة 251 يروى أن رجلاً كان جاراً لأبي دلف ببغداد فأدركته حاجة وركبه دين لم يستطع سداده حتى أنه احتاج إلى بيع داره فساوموه فيها، فقال لهم بألف دينار، فقالوا له إن دارك تساوي خمسمائة دينار فقال لهم أبيع داري بخمسمائة دينار وجوار أبي دلف بخمسمائة دينار، فبلغ الخبر أبا دلف فأمر بقضاء دينه ووصله، وقال لا تنتقل من جوارنا! فانظر يا أخي كيف صار الجوار يباع كما يباع العقار. فقرأ أحد الشعراء هذه القصة وقال: يلومونني إن بعت بالرخص منزلي ولم يعلموا جاراً هناك ينغص فقلت لهم كفوا الملام فإنما بخيراتها تغلوا الديار وتنقص لا تشتري الدار حتى تعلم من هم جيرانك، وكفى الجار أن قال -صلى الله عليه وسلم- في حقه «ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه» وقال الزاهد عمران: لتعُن بالجار قبل الدار تسكنها لا خير في الدار ما لم يُحمد الجار الجار إن غبت عن أهل وعن وطن نعم الخليفة هم أهل وأنصار.