يقول الشاعر العربي: يلومونني أن بعت بالرُّخص منزلي ولم يعرفوا جاراً هناك ينغِّصُ فقلت لهم كفُّوا الملام فإنها بجيرانها تغلو الدّيارُ وترخصُ يبين لنا هذا البيت أهمية الجار ومقداره وحقوقه الكثيرة التي يجب القيام بها على أكمل وجه كما حثنا على ذلك ديننا الحنيف، ومنها طيب المعشر والدعوة وإكرامه ومد يد العون والمساعدة ونبذ الخصام والتباغض والتعرّف إليه إذا سكن بجواره ويشاركه أفراحه وأحزانه. وكذلك لابد من تعميق أواصر المودة والمحبة وكل صفات الشهامة والمروءة وخير قدوة لنا في ذلك أجدانا وتاريخنا المشرّف الحافل بالأحداث التي تدل على تميّز العربي بشهامته وكرمه ونخوته وتقديره لجاره. ولأهمية الجار وحسن معاملته فقد حث العديد من الشعراء على المعاملة الطيّبة اتجاه الجار وكذلك حسن اختيار الجار قبل اختيار الدار. ويقابل هذا البيت الفصيح في الشعر الشعبي قول الشاعر مقحم النجدي العنزي: حنّا نداري زلة الجار لو جار ونضحك حجاجه بالعلوم اللطيفه