اليوم الوطني ال 84 لبلادنا الغالية حدث تاريخي رسمته عقول الرجال، وجسدته سواعد الأبطال، لترتفع منارة من منارات الحضارة، تعيش بلادنا من خلاله فخرها بشعبها وقيادتها. قوافل الخير تتواصل، وفتوح الرخاء والنماء تتوالى، ونحن نستهل كل يوم وطني بمزيد من النعيم والأمن والاطمئنان، لتجيء مناسبات الخير مبشرة - كعادتها - بالنعيم الوفير لجميع مواطني المملكة، مؤكِّدًا أن السياسة الحكيمة التي تنتهجها حكومة هذه البلاد على كافة الأصعدة السياسيَّة والاقتصاديَّة، هي طريق للحكمة والسيادة بأصالة الرأي، وسلامة المغزى، ورجاحة المقصد. والملاحَظ الجميل في طبيعة هذه البلاد تلك الرابطة الأصيلة التي تجمع الكل تحت راية الدين، ومنارة الأخلاق والقيم، فاحترام وتقدير ورعاية البشر فاقت في بلدنا أعرق البلاد التي تدعي الديمقراطية وحقوق الإِنسان، لتنصهر مراتب، وتذوب فوارق، لترسم صورة تزينت بوطن ونعائم وخيرات، تتجلَّى على أرض وطننا الغالي، لتواصل بذلك القيادة الرشيدة تقديم كل ما من شأنه تأكيد القيمة الحقيقية لإنسان هذه البلاد، من خلال تحقيق خطط التنمية والتطوير، ليستشرف المواطن مستقبله الآمن، متطلعًا إلى تهيئة الظروف، من أجل تحقيق المستوى الجيد لعيشه الكريم. ولا أدل من ذلك أعظم من حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله على قطاعات التأسيس والبناء لفكر وثقافة المواطن والشعب قبل أيّ شيء، وهو ما جعل من تأسيس هذه البلاد حدثًا إنسانيًّا تفخر به الحضارة، فالاهتمام الذي توليه حكومة خادم الحرمين الشريفين لمواطنيها، يوضح بجلاء مدى حرص الدَّوْلة على خاصيتها ومعقل قوتها، حتَّى يتم تكريس روح الحضارة والمدنية التي بشر بها ديننا الحنيف، ليعم الخير والأمن على الجميع، وليتم الدفع بعجلة التنمية قدمًا نحو إنجاح الخطط المرسومة، لما فيه خير للعباد والبلاد. محافل وطننا ما هي إلا استذكار لكرامة، وتجل لحضارة، وديمومة لولاء شعب، وحكمة قيادة. هذه الومضة الخاطفة عن جماليَّة الوطن وبهائه نستذكرها ونحن نعيش أفراح يومنا الوطني ال 84 بكلِّ فخر واعتزاز، نعيشه والكل يرفل بنعيم الأمن والأمان، وترى المقيم قبل المواطن يزهو ببلد حقق له قيمته الإنسانيَّة والدينية، فتراه يفاخر بنفسه أنَّه عاش في هذا البلد أو سكن أرضه. حينما تمر مثل تلك المناسبات الوطنيَّة النبيلة نعيشها - كمواطنين - بمزيد من فرح وسرور. حتمًا وبلا تردد تتمثل أمامك القيمة الحقيقية لوطنك، لتعرف أنَّه بلد يندر مثيله، ويعز شبيهه، إذا ما أمعنت النظر حولك في بلاد تموج بالفتن والقلاقل، وتضطرب بالقتل والدم، بينما نحن أسرة واحدة باسم وطن.