تتوافق احتفالات بلادنا باليوم الوطني (84) مع الحملة الدولية لمحاربة داعش، وفي الحقيقة منذ عام 1979م التي اشتعلت الحرب بين العراق وإيران وحدودنا الشمالية لم تعرف الهدوء، وازداد الأمر تعقيدا بعد اجتياح العراق للكويت واحتلالها عام 1990م وحتى هذا اليوم حرب داعش والمنظمات الإرهابية لا تعرف حدودنا الهدوء كما يقول الشاعر: في الأفق طيور معادية. لقد واجه الملك عبدالعزيز يرحمه الله أبان التأسيس تدخلات عدة من خارج حدودنا من العراق تحديدا: إمبراطورية الدولة العثمانية، إمبراطورية بريطانيا العظمى، وإيران، فكان التوحيد الجغرافي لدولتنا عصيا على المؤسس الملك عبدالعزيز لولا لطف الله وإرادته لقيام هذا الكيان خدمه ديننا الإسلامي، فقد كانت الدولة العثمانية تتربص، وبريطانيا تتحين الوقت لتحجيم جغرافية بلادنا، وإيران لها أطماع بالعراق والخليج كما هو الآن تتمنى أن يفشل المؤسس في مشروعه الوحدوي. قبل الملك عبدالعزيز والدولة السعودية كان شمال المملكة طريقا للغزاة للسعي في إجهاض الممالك العربية التي تنوي تأسيس كيانات تحكم نفسها بدلا من أن تكون تحت ولاية البصرة أو بغداد أو دمشق أو القاهرة، فبعد الخلافة الراشدة في النصف الأول من القرن الهجري الأول عاشت الجزيرة العربية تحت تبعية الخلافة الإسلامية المتعاقبة: الأموية، العباسية، السلاجقة، المملوكية، العثمانية. وطوال هذه الفترات والأطماع لا تتوقف، تتعرض كياناتها السياسية للحروب والتدمير. التاريخ يعيد نفسه مع كل حرب تشعل نارها بالمنطقة يأتي القلق من الحملات العسكرية التي لا تنتهي، فالعراق تحول إلى جرح مفتوح كأنه على موعد مع البارود والدم والقتل والعذاب اليومي، كما أن حدنا الشمالي من شماله الشرقي حيث رأس الخليج العربي وحتى شواطئ البحر الأحمر غربا يصبح قلقا والقوات الأجنبية على أطرافه تجوب أرضه وسمائه وأن كانت في الأراضي الكويتية والعراقية والأردنية. نتمنى أن يستقر العراق بوحدة وطنية دون انشقاقات أو جماعات إرهابية لان العراق هو القلب النابض للوطن العربي والعالم الإسلامي مع مصر والسعودية لذا يستهدف دائما من دول لا تتمنى الاستقرار السياسي والديني للوطن العربي والعالم الإسلامي.