أشرت في المقال السابق إلى أن كلمة الملك عبدالله -يحفظه الله- تضمنت خمس رسائل: ثالثا: الأمة الإسلامية. رابعا: الدول لغربية. خامسا: دول الجوار العربي. الأمة الإسلامية انشغلت بصراع الأقليات (الشيعة وبعض الفرق) ونتيجة لذلك تعزز وضع المنظمات المسلحة التي تحركت تحت مظلة الخلافة الإسلامية منها: العودة إلى الوريثة الأخيرة الدولة العثمانية، كما هو الحال في سورية والعراق داعش وجبهة النصرة وفصائل أخرى في منظمات تتخلق في شمالي العراق وأيضا في شرقي سوريا، كذلك منظمة القاعدة في أفغانستان واليمن وتفريعاتها في دول الخليج والدول العربية والتي تدعي أنها وريثة الخلافة الراشدة، وفي المغرب العربي والشمال الإفريقي منظمات تدعي أنها وريثة الخلافة الأموية في دول المغرب العربي وشماله ويقصدون شماله اسبانيا والبرتغال (الأندلس). فتحول العالم الإسلامي إلى صراع الخلافة الإسلامية يقابله صمت من علماء العالم الإسلامي في تخفيف الاحتقان ووقف صراع الخلافة. عملت الدول الغربية، الاتحاد الأوروبي وأمريكا وذراعها العسكري الحلف الأطلسي على مراقبة الربيع العربي والتحريض والتوجيه وعقدت التحالفات مع المعارضة الإسلامية رغم اختلافهما من الناحية الأيديولوجية والعقائدية والعداء التاريخي، وقاتل الأطلسي إلى جوار الثوار، كما في ليبيا بل قتلوا أو ساعدوا في قتل معمر القذافي عندما ولى هاربا، فالغرب وجد في الربيع العربي فرصة ثمينة للعودة إلى تقسيم الأرض العربية بتقسيم أفضل من خرائط سايكس بيكو عام 1916م حين قسمت فرنساوبريطانيا وبمباركة روسية أراضي العرب إلى مستعمرات وخطوط زرقاء وحمراء بين بريطانياوفرنسا، قبل أن تدخل أمريكا في الألفية الثالثة وتعيد رسم الخرائط والأطالس من جديد ومن منظور أمريكي بحت لتصبح السودان دولتين ويتم التحضير للدولة الكردية في العراق ودولة داعش التي يرسم حدودها في أراضي الشام والعراق، ودويلات متفرقة يتم التحضير لها في ليبيا، وكيان فلسطيني منزوع من السلاح والكرامة في قطاع غزة وبعض أراضي الضفة الغربية، وحتى الصحراء العربية الصحراء الكبرى في المغرب العربي وصحراء سيناء ستشهد دويلات، أي أن الدول العربية سيكون لها خرائط وحدود جديدة. أما دول الجوار إيران وإسرائيل وتركيا فان للعرب مع إيران صراعا ثقافيا وجغرافيا طويلا يتغذى من شعوبية الفارسية والمذهبية الشيعية ففي زمن الشاه كانت التغذية فارسية، أما في زمن الجمهورية الإسلامية تحولت إلى المذهبية الشيعية وقاعدتها الصلبة الشعوبية الفارسية، تنهش في جسد الوطن العربي وفي عقيدته وثقافته، وإسرائيل تحاول استثمار قلاقل الربيع العربي لإيجاد دولة فلسطينية بلا هوية ولا مواني ولا مطارات كيان اجتماعي يضم مخيمات على شكل مدن. تركيا الراعية السابقة للعرب والإمبراطورية العثمانية التي وقعت عام 1923م على نهاية إمبراطورتيها (الخلافة العثمانية) بعد أن خسرتها في الحرب العالمية الأولى في مثل هذه الأيام تريد أن ترسم حدودها مع سورية بأراضي وإحداثيات جديد، وان تدفع بأكرادها إلى العراق في دولة تجمع الكرد شمال العراق. لذا جاءت كلمة الملك عبدالله تحمل مضامين عديدة تمس عصب عروبة الأرض العربية والعقيدة الإسلامية التي بدأت عواصف المناهضين لها تقوى وترسل سلاحها لتفكيكها ووقف انتشارها.