هناك مراكز ومدن ومحافظات تأخرنا في تنميتها لأسباب تخطيطية ولإنجاز خط الحدود ومن هذه المراكز والمدن خط الحدودي الشمالي بطرفيه الشرقي والغربي، وأهمها حدنا الشمالي مع العراق الذي رسم في المعاهدة الحدودية بين البلدين عام 1402ه 1981م بطول خط الحدود 812كم ومنفذه جديدة عرعر, هذه المدن هي: حفر الباطن, الشعبة، نصاب، رفحاء, العويقلية عرعر, جديدة عرعر, حزم الجلاميد، طريف, القريات, الحديثة. كان من الممكن تطويرها في وقت مبكر لأنها مدن حدودية بأن يتم تنميتها حضارياً لتكون مدناً توفر احتياجات قوات أمن الحدود والقطاعات الأمنية الأخرى خاصة أنها عاشت تجربة صعبة وطويلة زمن الحرب العراقية الإيرانية والثورة الإيرانية أواخر السبعينات الميلادية حتى توقف الحرب عام 88م، وبدأ غزو العراق للكويت عام 90م وحرب التحرير عام 91 م، وغزو أمريكا للعراق عام 2003م، وما تلا ذلك من تهديدات العراق حكومة المالكي عام 2013م حتى ظهرت داعش 2014م التي هددت منطقة الخليج. الملك عبدالله حفظه الله افتتح مساء الجمعة الماضية مشروع أمن الحدود -المرحلة الأولى- لحماية حدودنا بالدرجة الأولى من (الغزاة) والمجازفين مثل داعش والمنظمات الإرهابية الطائفية، وحماية بلادنا من المتسللين، ومهربي المخدرات والأسلحة والمواشي، ومراقبة جميع الطامحين إلى تخريب بلادنا ممن ينطلقون من دوافع طائفية أو سياسية. بناء المدن الحدودية في بلاد مثل بلادنا هي إستراتيجية ضرورية ولنا تجربة مريرة عندما حاولت القوات العراقية بالكويت احتلال الخفجي عام 91م ثم التوجه إلى آبار النفط على الشريط البحري الشرقي قبل أن يتم دحرها، كذلك تجربتنا في الحرب الحوثية اليمنية فقد احتاجت جازان المنطقة إلى تعزيزات ومشروعات لتساند القوات المتواجدة على الحدود. فالخطر الحالي يأتينا من الحدود الشمالية من العراق، والحدود الجنوبية من اليمن وهما أطول حدود برية لنا حيث يبلغ طول الحد مع العراق 812كم, وطول الحد اليمني 1327كم، تحتاج هذه الحدود الطويلة مراقبتها بكاميرات عالية الجودة والسواتر وسياج من (الشبوك) وتحتاج إلى تنمية المدن الحدودية كما أعلن من إنشاء (4) مجمعات لقيادة القطاعات في: طريف، رفحاء, العويقلية، حفر الباطن. تشمل جميع الخدمات التعليمية والإسكانية والترفيهية والتسوقية والصحية والخدمات البلدية، لكن الأهم أن يتحول الشريط الحدودي إلى شريط مدن كبيرة فيها جميع الخدمات لتؤدي جميع الأغراض المدنية والعسكرية، فمعظم مدن المملكة بدأت تاريخياً هجر للتوطين ومعسكرات جند في عهد الملك عبدالعزيز يرحمه الله حين لم يكن في ذلك الوقت لا جيوش نظامية ولا وزارة دفاع.