لابد أن نشعر بالخوف من حجم الكمأ (الفقع) العنقودي التي تظهره الصور الإعلامية، حيث تجاوز حجمه قبضة اليد والبطاطس وهو الحجم المعتادين عليه إلى حجم البطيخ وأخذ الشكل العنقودي، أما لماذا الخوف فلأنّ مصدره شمال المملكة وتحديداً خط الحدود السعودية العراقية وليس شمال إفريقيا الموطن الدائم للكمأ لتمتع الشمال الإفريقي بخبرات واسعة في نمو ورعاية الكمأ. الخوف إذن كون مصدره الحدود العراقية تشكل نتيجة طفرة جينية لهذا الفطر بسبب تلوثه باليورانيوم، نتيجة الحرب العراقيةالأمريكية لتحرير الكويت عام 91م, وتأثيرات الحرب العراقيةالأمريكية للإطاحة بحكومة صدام حسين عام 2003م، عبر الاستخدام المفرط والموسع لليورانيوم المنضب, وتلوث الأرض العراقية بإشعاعات الأسلحة الفتاكة والقنابل العنقودية حذّرت منها منظمات عالمية طبية وبيئية وجهات الصحة العامة, وقد أعلنت المنظمات العلمية أنّ هذه الإشعاعات ستبقى بالأرض العراقية مئات السنين ويمتد تأثيرها على الإنسان والأرض والنبات. الكمأ العنقودي معظمه (ملتقط) من منطقة الحجرة شمال شرق المملكة, والحجرة امتداد الصمان من الناحية الشمالية، تنحصر بين نفود الدهناء من الغرب والطريق الدولي بين حفر الباطن وطريف والحدود العراقية من الشرق ومجرى وادي الباطن - امتداد الرمة - من الجنوب. كما أنها منطقة صخرية وعرة تخترقها مجموعة من الأودية التي تتجه من الأراضي السعودية إلى داخل الحدود العراقية، مثل أودية : الخر, أبا الرواس، أبا القور، وادي عرعر، وحامر، الأبيض. وتنتشر فيها مجموعات كثيرة من الفياض والروضات (الرياض)، تتناثر فيها موارد مياه ودحول قديمة ومدن صغيرة وبلدات حديثة: سامودة، لينة، الحدقة، قيصومة فيحان، الخشيبي - غير خشيبي القصيم -، زهوة، الهبكة، كما تقع على حافة الحجرة الشرقية على الطريق الدولي بعض المدن الكبيرة، مثل : شعبة نصاب, رفحاء، طلعة التمياط، العويقيلة، عرعر. وهي منطقة معشبة ورعوية شهيرة متاخمة لخط الحدود بين المملكة والعراق من جهة الغرب، مساحة الحجرة حوالي (50000)كم، وهي محاذية لخط الحدود بطول (500)كم، ويخترقها درب الحج الكوفي القديم درب زبيدة الذي يربط العراق بالأراضي المقدسة. هذا القول ليس لزرع الخوف، إنما تحذير من المخاطر, لذا يفترض أن تبادر هيئة الغذاء والدواء عاجلاً في تحليل الكمأ الذي مصدره الحدود العراقية لمعرفة تركيبته، هل هي ملوثة بالإشعاعات مباشرة, أو جاءت نتيجة طفرة جينية بسبب التربة المصابة، أم هناك أسباب أخرى, من أجل حماية المجتمع قبل أن يصل إلى الموائد وأجسادنا, لأنّ الكمأ ثمار بمذاق أمطار الشتاء ونبتة طبيعية لها مذاق يذكرنا برائحة المطر وسنوات الخير وربيع الأرض.