الشاعر محمد دويشر النصرة من شعراء محافظة القريات البارزين ، شاعر عميق المعنى ، سلس الأسلوب، لا تمل من قراءة مفرداته، يطربك في تناغم أوتار قصيدته ، لا يكتب الحروف فحسب بل يستنطقها شعراً ، هو باختصار (شاعر قافه مسبوك ومعناه محبوك) ، تميل معظم قصائده إلى الحكمة، والوصف ، تكاد تكون قصيدته مترابطة ، فمن الصعب أن تختار منها بيتا بعينه لأن كل بيت يجذبك لقراءة الآخر إلى أن تشبع ذائقتك بمجمل القصيدة ، له كم هائل من القصائد الخالدة في ذاكرة متذوقي الشعر ، التي تستحق أن يتوّجها بديوان مقروء يحفظ له حقوقه الأدبية ، اخترت لكم جميل ما كتب، من جم شعر زاد وما نضب ، هذه القصائد التي أنقلها لكم كالماء المنعش العذب فمع شاعرنا محمد النصرة لا عجب : فشاعرنا حريص كل الحرص على جودة القصيدة ، وبنائها وينتقي لها جواهر الحروف التي يغوص في بحرها ليشبع ذائقة جماهيره المتعطشة لقصائده ليقول : يقول اللي ايلا منه لحلوات المثايل ساق تروضله معاسيفاً على كيفه يساوقها مباكيرٍ من حياض المثل والقاف له تنساق تجمّع له بريضان الخيال الخصب فرّقها مناضيداً من الجوهر بها وسع المكامن ضاق تصب بقالب المنشأ وعلى هونه يفهّقها على كيفه يرتب من فرايد جمعها مالاق تمهّل لين خلاها تروق بذوق ذايقها تنقاهن حريصاً يدري ان القاف له ذواق بخيصاً يفرق أجياد المثايل من لفايقها وهنا نحلق في سماء الإبداع مع شاعرنا في أبيات من فيها من الحكمة الكثير: ما كل مزناً يسيل السيل من وبله ولاينبت العشب برق الصيف لو ناضي وراع الولع ما يحط الكدش بإسطبله يتعب على اللي لهن بالماد مركاضي ولاكل حياً يودك لو تمرحبله ولاكل رجلاً يعيضك يوم تعتاضي وراع الختاله عن الكبوه تزهبله واحذر مجارا الرزيل وشين الالفاضي النجس ماله صلاتاً لو سجد قِبله لاصار ماهو من المأ لاوجد واضي وأوصيك راع الرديّه لاتقربله الهافي اللي عن الهفوات ماناضي ترا.. الردي بالردا. واللي ايصاحبله مرجعهم الذل والفاعل كما الراضي وفي فلسفة الشاعر يقول لنا ان أساس المراجل في الحفاظ على عدة أمور هي باختصار : أموراً للرجل عز ووقار ورفعه ونوماس من ادركهن وقف حظه بلا شكاً ولا ريبي مخافة خالقٍ يسمع ابن آدم لحضة الوسواس إلهٍ ، واحدٍ ، فردٍ ، عظيمٍ : يعلم الغيبي وتقدير الثنين اللي لهم قدر ووفا واقياس هل الحق العظيم اليا بدو في رحلة الشيبي ووصل اللي لهم حق الوصل لاحبسة الأنفاس وتقدير الخوي والضيف.. والدنيا مواهيبي أموراً بيناتاً .. واعتبرهن للمراجل ساس وباقي مابقى .. مهما يكون امره ذباذيبي أما عندما يعم السكون في هذا الكون الرحيب ويخلد الخلق للراحة، فهناك عيون ساهرة لم يلذ لها المنام لا شك أنها عيون قد هزها الهوى وتطاردت في صدرها خيول الشقا شوقا للأهل وهروباً من الغربة والنوى : عم السكون الكون واستسلم الناس للنوم وارتاحت اجفون المخاليق وأنا الوله بمغربلي هز الاجراس هز الهوى لمعذلقات المواريق واستطردت خيل الشقى اخماس واسداس تلعب رها باسوار جاشاً مغاليق هماً قفل بابه ورى كل منكاس وابعد مشاويح الفرح جاير الضيق مال الرجا خانه بميدان الاياس ولا للصبر قيمه أيلى نشفة الريق الى أن يقول: يسقيك يامدهل مقابيس الادماس كسابة الطوله حرار الشواهيق من مدلهماً تالي الليل رجاس لضوح باطرافه رفيف ومشاعيق يرخي مقاديمه رهى ويضرس اضراس حقوق ثعله يغرق الارض تغريق تروي مقانيفه ضمى حمر الاطعاس حب ابرديه كبر روس الغرانيق يسقي ضما. فياضاً بها للشقى اوناس إلى انثنى فيها رطيب الزماليق لاربّعت واينع بها العشب واحتاس تلقى الحباري في ذراها مداريق وتلقى النشاما بين ضاوي وعساس وغر الزبيدي مثل روس البرانيق داري ولاني ياهل العرف بلاس بيبان قلبي عن سواها مغاليق داراً. بها ربعي هل المجد والباس ببيوتهم لإنتاج صنعا محاريق خطلان الايدي والمراجل وفا. ساس للطيب مع كل النشامى مسابيق احبهم حباً بلا قيد وقياس شفقاً لشوفتهم عيوني مشافيق وحب الرجل ربعه معزه ونوماس ومدحه لهم مايلحق العارفه ضيق كما أن له أيضاً هذه الأبيات الجميلة : شفت القمر مشفق واحسبه عجايب أثر القمر مثل الوطى حصو.. وتراب الله يجزى.. مبهمات السبايب خلني ادري وش ورى.. قفلت الباب لنختم معك عزيزي القارئ بهذه الأبيات : ياعبيد وش طب الخفاخيف ياعبيد قلباً غوى عن سكته من يدله الجادل اللى زانها ناتق الجيد قبل أمس شالت خافقي من محله اقفت تتله بالهوى باشة الغيد تلت قضيباً جيّد السبق تله تلت ادلي غرباً عراهن مجاويد من فوق حيلاً مسمناتاً مجله حمراً على جر السواني معاويد لاصاح مياح الروى ريعنله اقفت بركبي مع سماح الجراهيد هجفاً بميثاق الوفا درهمله ابوجديلاً فوق متنه عراجيد والخد بارق مزنةٍ مستهله آفيق وبغبت تباريحي اعيد لا قذني بملجلجاتاً مضله لاأغضى بنجلاً من كسلهن مباليد خدراً بحومات الغوى مسفهله تشدى عيون اللي ايلا حث بالصيد خضّب من الدم الحمر مخلباً له عين اشقراً مرباه حزم الجلاميد ذوراً بريعان الشمال ايتدله والعنق عنق اللي تقود المفاريد يتبع هواها الصيد دقه وجله ترب ريضاناً سقتها المعاويد غراً من البدري اعصيراً نشله خضراً بها غصون الخزامى مناويد لاهب ذعذاع النسيم ارقصنله مربى عنوداً عن محابيلها تحيد ماكل تفقاً بالقنص تنحبله مدري عطت خلي من الوصف بالإيد وإلا خذت وصف اتلع الجيد كله غياً طروباً صارلي بالهوى قيد اقفى معيفاً وانثنى مذعنله مامثلها شافت عيوني ولااريد عنها خليلاً بالهوى نستخله ايلا طرتلي قمت اجر التناهيد والقلب لوعات الشقأ عوداً له تواردنه مقعدات المناويد وقامت هواجيس الزمن تعتدله تحاضبن اجموع ولفه مواريد واقبل يوصف بالدلع عشقتله يسج مع ذاري نسيم اجرد البيد لالجلجاً مع خايعاً صفقاً له شفقاً توكد هاجس الشوق توكيد واقفى على موال ولفاً يشله للجادل إلى مامشت بالمناقيد يوم الردى له طوعتاً تنخذله اسهر من المغرب إلى الصبح ياعبيد حاربت لذات الكرى حشمةٍ له الشاعر محمد النصرة من الشعراء الذين يطول الحديث عنهم لو استرسلنا فيه، فرصيده من القصائد الرائعة الكثير والكثير والمجال لا يتسع لحصرها، فأتمنى أن أكون وفقت في الاختيار والى لقاء قريب مع أجمل تحية..