جدد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، مطالبته للحوثيين بتغيير سياساتهم والكف عن التمادي في استفزاز الدولة، وأعلن رفع حالة الاستعداد الرسمي والشعبي لمواجهة عسكرية شاملة مع الحوثيين في حال لم يقم المسلحون المنتمون إلى جماعة الحوثي برفع الحصار الذي يفرضونه على العاصمة صنعاء منذ عدة أيام. ورأس هادي أمس، اجتماعاً استثنائيا للجنة الأمنية العليا ومجلس الدفاع الوطني عقد لمتابعة المستجدات، بخاصة "ما تتعرض له العاصمة صنعاء من محاولات ضغط من قبل عناصر ومليشيات جماعة الحوثي، وبصورة مخالفة لكل القوانين والأنظمة وتهدد السلم والسكينة العامة للمجتمع من خلال تمنطقها بالسلاح بكل أنواعه وأشكاله"، وفق بيان رسمي. ودعا هادي قوات الجيش والأمن إلى رفع درجة الاستعداد واليقظة العالية لمواجهة كافة الاحتمالات، مشيرا إلى أن المبادرة الخليجية الخاصة بنقل السلطة في اليمن قد نصت في أول بنودها على ضرورة أمن واستقرار ووحدة اليمن وتجنيب اليمن الحرب الأهلية وويلات الانقسام والتشظي، ومشدداً على أنه لا يحق لجماعة الحوثي أن تكون وصية على الشعب باستخدام ذرائع واهية وبالية والجميع يدرك ذلك. وطالب هادي اللجنة الأمنية ومجلس الدفاع ب"الاستعداد بصورة كاملة وعدم التهاون أمام أي مساس بأمن واستقرار أمانة العاصمة صنعاء بكل الوسائل والسبل"، في إشارة إلى رفع عصا الدولة في وجه تهديدات الحوثي، الذي تنتهي اليوم الجمعة المهلة التي أعطاها للسلطة لإسقاط حكومة الوفاق الوطني. وكانت التطورات الأخيرة محل بحث بين وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر أحمد، ووزير الخارجية جمال السلال وسفراء الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية والملحقين العسكريين بالسفارات الغربية والعربية، حيث قدم الوزير أحمد، شرحاً للسفراء عمّا تشهده البلاد من تطورات، أبرزها التهديد الذي يمثله خروج الحوثيين عن الإجماع الوطني ونصب الخيام في المناطق المحيطة بالعاصمة صنعاء. وفي السياق ذاته أكد سفراء الدول العشر حرص بلدانهم على مواصلة دعم اليمن ومؤازرته في مواجهة التحديات والحفاظ على وحدته وأمنه واستقراره. وكانت تظاهرات حاشدة قد خرجت أمس في مدينتي إب وتعز، جنوبي البلاد لإعلان تضامن سكانهما مع السلطة في مواجهة الحوثيين الذين بدأوا في حشد أنصارهم على تخوم العاصمة صنعاء استعداداً لاقتحامها. في غضون ذلك، نفى مصدر مسؤول بمكتب رئيس الوزراء محمد سالم باسندوة، صحة الأخبار التي تحدثت عن تقديم باسندوة استقالته من منصبه، وأكد المصدر أنه "لا أساس لهذه المزاعم الكاذبة التي أطلقها بعض ضعفاء النفوس من المرجفين والذين يستهويهم دوما ترويج الكذب والإشاعات، خاصة إذا ما ارتبط الأمر برئيس الوزراء". وتزايدت مخاوف المواطنين من مواجهات محتملة في العاصمة، بخاصة بعد أن وزع الحوثيون منشورات تدعو أصحاب المحال التجارية إلى إغلاق محلاتهم اليوم الجمعة، حيث سيتم تسيير تظاهرات كبيرة لمواجهة من يسمونهم "التكفيريين" ويقصدون بهم جماعة الإخوان المسلمين. وشدد الحوثيون الخناق على العاصمة برفد المعتصمين منذ ثلاثة أيام على المداخل المؤدية إلى العاصمة بمزيد من المسلحين القادمين على متن سيارات نقل كبيرة من مناطق نفوذ الحوثي في كل من صعدة وعمران.