الصلاة بالطائرة * أسافر بالطائرة وأحياناً تكون مدة السفر طويلة، فهل الأفضل أن أصلي الصلاة في وقتها، أو أن أنتظر حتى أصلي على الأرض؟ - يختلف الحكم هنا فيما إذا كانت المسافة بحيث يخرج وقت الصلاة أو لا، فإن كان تأخيرها يخرجها عن وقتها فعليه أن يصلي بالطائرة على حسب حاله، وإن كان سيدرك الوقت إذا انتهت الرحلة، ويصلي على الأرض صلاة كاملة فلا شك أنه إذا أخرها كان أولى؛ ليؤديها كما صلاها النبي - عليه الصلاة والسلام -. * * * الاعتكاف سنّة * نويت أن أعتكف في العشر الأواخر من رمضان، فإذا بدأت الاعتكاف وخشيت أن يحدث أمر يتطلب خروجي وقطع الاعتكاف، فهل لي أن أشترط كما هو الحال في الحج؟ - الاعتكاف سنّة، وقد اعتكف النبي - عليه الصلاة والسلام - في العشر الأواخر من رمضان، واعتكف نساؤه معه، ومن بعده - عليه الصلاة والسلام -، فهو سنّة ماضية، لكن يبقى أنه سنّة، فإذا حصل له ما يعوقه عن مواصلته فله أن يخرج ولو لم يشترط، وإن اشترطَ فقد ذهب جمعٌ من أهل العلم إلى أن الاشتراط ينفع. * * * الخلوة للتعبد * نرى بعض الإخوة ينشغل في أثناء اعتكافه بالأجهزة والهواتف الجوالة، فما نصيحتكم وتوجيهكم - حفظكم الله - لمثل هؤلاء؟ - الأصل في الاعتكاف أنه شرع لجمعية القلب على الله - جل وعلا -، والخلوة من أجل التعبد بالصيام والقيام والذكر والدعاء والتلاوة، وغير ذلك مما فيه عبادة خاصة، فلا يُشتت القلبُ بمثل هذه الأجهزة، بل على الإنسان أن ينعزل فيه وينكف عن الناس وينزوي، وإن وجدت غرفة في المسجد كان البقاء بها أولى، ولا يخرج إلا للصلاة، كما كان النبي - عليه الصلاة والسلام - يفعل، حينما ضرب له في المسجد خيمة خاصة، وفعل ذلك أزواجه من بعده، فعلى المعتكف أن ينقطع عن الناس ولا ينشغل بهم، وأن يجمع نفسه هذه المدة فهي مدة يسيرة، عشر ليال أو تسع، فيجمع قلبه فيها على ربه، وبهذا يستعيد القلب شيئًا من حياته إذا انقطع عما يشغله عن الله - جلّ وعلا - من أنواع الفضول، ومنها فضول الخلطة بالناس، وفضول النظر، وفضول السمع، وفضول الطعام، وفضول النوم، كل هذا يعوقه عما شُرع الاعتكاف من أجله.