يعرف السعوديون والخليجيون الذين يقصدون جمهورية التشيك من أجل السياحة العلاجية مدينة تسمى تبليتسه، ففيها تلتقي أعدادٌ كبيرة منهم، إضافة إلى عرب آخرين من مختلف الجنسيات. ولأن السياحة العلاجية تدر عائدات مالية ضخمة تدعم اقتصاد المدينة وبقية المناطق التي تتوافر فيها مراكز العلاج الطبيعي، فإن هذه السياحة تعتبر من الأنشطة التي تحظى بالأهمية هناك، خاصة أن المشكلات والأزمات الاقتصادية في جمهورية التشيك وبلدان المنطقة جعلت البحث عن عوائد مالية إضافية لرفد الاقتصاد وتنشيطه أمراً مهماً. لكن على الرغم من ذلك، وعلى الرغم من أن السياح العرب يملكون قدرة مالية عالية وينفقون بلا حساب فقد بدأ الامتعاض من هؤلاء العرب يرتفع ويتزايد لدرجة أن بعض مقاهي مدينة تبليتسه صارت تمنع دخولهم إليها، وقد نشرت صحيفة ضوء الإلكترونية نقلاً عن صحيفة القبس الكويتية خبراً عن امتناع بعض المقاهي عن استضافة السعوديين والكويتيين والليبيين والقطريين وبعض الجنسيات الأخرى!! نحن نتحدث عن أماكن ومناطق ليست حديثة عهد بالسياحة وعن ثقافة اجتماعية ترحب بالسائح وتنظر إليه على أنه مكسب اقتصادي وثقافي؛ ومع ذلك أصبحت لا ترغب في السائح الخليجي والعربي وتضحي بالعائد المالي الكبير الذي يأتي من هذا السائح العربي!! قد يأتي من يقول إن هؤلاء القوم يكرهون العرب بدوافع دينية أو عنصرية أو سياسية. وهذا المنطق الذي يعتمد على نظرية المؤامرة نسرف كثيراً في استخدامه في تحليل الأحداث. فواقع الأمر أن أصحاب المقاهي والأمكنة التي ترفض دخول العرب يقولون إنهم متضايقون من الفوضى العارمة التي يحدثها العرب في المقاهي وفي الشوارع والأمكنة العامة وأينما حلوا. في تصريحاتهم لوسائل الإعلام يقول هؤلاء التشيك: إن العرب لا يلتزمون بقواعد السلوك المقبول، فهم يتحدثون بأصوات عالية ويرمون بالمخلفات في أي مكان ويخالفون أنظمة المرور ويسهرون حتى أوقات متأخرة في الحدائق العامة ويتسببون في إزعاج الآخرين! نفس النقد الذي نوجهه إلى أنفسنا! حقاً نحن لا نلتزم بأنظمة المرور ونرمي المخلفات في الحدائق والأمكنة العامة ونمارس الفوضى في كل مكان. أيها السعوديون: لوموا أنفسكم ولا تلوموا التشيك! هي جرثومة الفوضى التي تسري في الدماء. وإذا كنا نتحمل أنفسنا بحكم التعود فيجب ألا نتوقع من التشيك أو من غيرهم أن يتحملونا. صحيح يحبون «فلوسنا» ويصبرون علينا أحياناً ولكن لصبرهم حدود.