اطلعت على تقرير ساخر عن « أسوأ أماكن الجذب السياحي في العالم» في مجلة دليل السائح المعروفة ب Bootsnall .. وعلى ما يبدو، فالتقرير اعتمد على استطلاع آراء عدد من السائحين الذين ليس لهم علاقة بمقاييس السياحة العربية، أو وجهة نظر «السائح العربي».. فقد اعتبر أحد السائحين في التقرير أن متاحف «التجسس» ومتاحف « الجرائم» spy and criminal museums في واشنطن من أسوأ أماكن الجذب السياحي. فيما اعتبرت سائحة أخرى المباني الأثرية التي تعود للقرون الوسطى في ادنبره سيئة بسبب ارتفاع الأسعار في محلات الهدايا التابعة لهذه المباني، كما انتقد أحدهم وقوف السائحين لساعات من أجل الدفع لدخول متحف الشمع في لندن، فيما لديهم آلاف الخيارات لزيارة أماكن سياحية مجانا. سيدة أخرى انتقدت متحف «حرب النجوم» المستوحى من سلسلة أفلام حرب النجوم ونصحت أي سائح بأن يتجنب زيارته. من ناحية أخرى، قال أحد السائحين إن المدن المصغرة أو ما يعرف ب Model cities اختراع سيئ، فهو يعتقد أنها أماكن تناسب الأطفال، ولكن الكبار يتسابقون عليها!! شخص آخر اعتبر أن حدائق «الفراشات» التي تشتهر فيها ماليزيا من أكثر الأماكن السياحية «مللا»!! فيما ذكر أحدهم أن شلالات نياجارا والمتاحف التابعة لها هي الأسوأ. لابد أن من يقرأ هذا التقرير سيصاب بإحباط كبير جدا، فهل من المعقول أن تكون مثل هذه الاماكن -التي فقط من مسمياتها والشرح البسيط لها تبدو مبتكرة ومثيرة للاهتمام- هي من أسوأ الأماكن السياحية بمقاييس السائح العالمي، فما بالك بالأماكن الأجمل والأفضل على نفس هذه المقاييس. وإذا كانت هذه الأماكن هي الأسوأ سياحيا والأكثر مللا، فماذا يمكننا تسمية الأماكن التي يقصدها السائح العربي في هذه الفترة الزمنية من كل عام؟؟ أم أن الأماكن التي يقصدها السائح العربي ليست أماكن لا تتجاوز حدود الأسواق أو المقاهي والمطاعم أو مدن الملاهي، بغض النظر عن أماكن توا جد هذا السائح!! فهي ثقافة تلازمنا أينما كانت وجهتنا. ولعل أصدق تعليق ذكرته إحدى السيدات في التقرير داخل المجلة هو أنه ليس هناك مكان جذب سياحي سيىء أو آخر جيد. ولكنّ هناك سائحين جيدين وآخرين سيئين!! [email protected]