استضاف فندقا انتركونتيننتال (سميراميس وستي ستارز) بالتعاون مع هيئة تنشيط السياحة المصرية وبتنظيم من مجلة «سواح» المتخصصة في السياحة والسفر، مجموعة من الصحفيين السعوديين في رحلة تعريفية لجمهورية مصر مؤخراً استمتعوا خلالها بأجواء النيل العليلة من خلال مركب انطلق بهم وسط المياه استمتعوا فيها بالمناظر الجميلة. كما يمكنك من خلال إطلالة بانورامية من أعلى برج القاهرة أن تتعجب مما تشاهده من تاريخ طويل وأسرار وذكريات تحملها هذه المباني والشوارع المزدحمة ليلا ونهارا. ووسط زحام المركبات وما تحدثه من تلوث كان لحديقة الأزهر ذات الطبيعة الساحرة والتنسيق البديع متنفس للهواء الطبيعي والنقي، ثم كان لجامع الأزهر وخان الخليلي التقاء مع التاريخ الطويل وسط أقدم الأحياء الشعبية والمقاهي التي تحمل ذكريات الأدباء والفنانين الذين خلد التاريخ أسماءهم. سميراميس العراقة والتاريخ بداية الرحلة كانت من فندق سميراميس العريق الذي افتتح عام 1907م ويحتفظ بأسرار ما عرف بموسم اصطياد العرسان حيث كانت الأمهات البريطانيات يجئن لاصطياد أزواج مناسبين لبناتهن خاصة مابين ضباط الحامية العسكرية الانجليزية التي كانت موجودة في بداية القرن الماضي. ويتميز بالتصميم الهندسي ورؤيته المنفردة في مجال الفنادق ويضم عددا كبيرا من الأجنحة التي تنفرد بروعة التصميم، كما يتميز بتوافر كافة الخدمات على أعلى المستويات حيث أقام الوفد أربع ليالي تخللها برامج متنوعة ورحلة وسط مياه النيل كما اطلع الوفد على كافة محتويات الفندق ومعرفة تاريخه الذي امتد لأكثر من 100 عام. سيتي ستارز الحداثة والتطور ثم كان للوفد الانتقال إلى أحدث فنادق القاهرة إنتركونتيننتال سيتي ستارز قلب وتقاليد التاريخ المصري لينعكس على أرجاء الفندق المختلفة، ففي البهو تجد نافورة رائعة من الألبستر صممت على طراز معبد فرعوني قديم يعكس حضارة 7000 سنة من التاريخ ويتوسطها مسلة فرعونية. وكان في استقبال الوفد عدد من مسئولي الفندق وكان لمديرة العلاقات العامة الأستاذة شيرين نخلة دور بارز في عمل جميع الترتيبات اللازمة وتسهيل إقامة الوفد وتنظيم الزيارات حيث بذلت مجهود -كان محل تقدير الوفد- مع ابتسامة لا تفارقها. ويعد مشروع سيتي ستارز من أضخم المشاريع السياحية وبنسبة استثمار سعودي كبير حيث يحتوي على الفندق الأساسي الذي يضم بين جنباته (790) غرفة علاوة على قاعات المؤتمرات والاحتفالات وأنواع المطاعم التي تقدم جميع المأكولات العالمية كما يحتوي المشروع على أضخم مول تجاري على ارتفاع سبعة طوابق، كما افتتح فنادق الانتركونتيننتال أول فندق ستاى بريدج سويتس في الشرق الأوسط وأفريقيا الذي مزج بين المناخ المنزلي والخدمات الفندقية والذي يتوقع أن يكون بمثابة الجسر بين الفنادق التقليدية والشقق الفندقية. انخفاض عدد السياح إلى مصر وكان للوفد خلال الرحلة لقاء مع وزير السياحة المصري السيد محمد زهير جرانه الذي أوضح أنه منذ بداية الأزمة العالمية الحالية كانت توقعاتنا تشير إلى أن عام 2009 سيشهد صعوبات عديدة تنعكس مبدئياً تداعياتها على الحركة السياحية الوافدة إلى مصر، وقد بلغت نسبة الانخفاض فى الحركة السياحية الوافدة إلى مصر خلال الأشهر الثلاث الأولى من هذا العام -13.4% وهذا الانخفاض جاء فى أعقاب عام 2008 وهو العام الذى شهدت فيه السياحة المصرية نجاحاً غير مسبوق أكدته الأرقام المحققة سواء عدد السائحين الذى بلغ 12.8 مليون سائح في نهاية عام 2008 بزيادة قدرها 15.7% عن عام 2007 أو الليالي السياحية المحققة التي بلغت 129.2 مليون ليلة بزيادة قدرها 15.9% عن عام 2007. ونسبة الإشغال الفندقي انخفضت عن العام الماضي بنسبة 20% وبلغت نسب الأشغال في القاهرة 78%, الغردقة 80%, شرم الشيخ 78% والاسكندرية 69% وتعلو النسبة نهايات الأسبوع, والسياحة النيلية 65%, والأقصر حوالي 45%. وعن الوسائل التي اتخذت للحد من الآثار السلبية للأزمة أبان أن هناك تعاونا بين وزارة السياحة والقطاع الخاص و80% من نجاحنا في العمل خلال الفترة الماضية كان للتعاون مع وكالات السياحة والسفر بالخارج التي كانت شريكا اساسيا وكان لها دور كبير معنا فيما يخص تكثيف الحملات التسويقية المشتركة لاعتمادنا على السوق الأوروبية في الحركة السياحية الوافدة إلى مصر حيث لا تشكل حركة السياحة العربية أكثر من 19% في إجمالي عدد السائحين الوافدين إلينا كما أنها سياحة موسمية. وأضاف أنه على مستوى العالم تم تخفيض الأرقام المخصصة للدعاية والإعلان وهنا قمنا بزيادتها بالرغم انه كان سلاحا ذا حدين بشكل متواز مع وكالات السياحة والسفر لضمان وجودنا الدائم في أذهان الآخرين وقمنا بدعوة الكثير من الصحافة السياحية المتخصصة لزيارتنا وشاركنا في جميع المعارض السياحية الخارجية. وأشار إلى أن مصر كانت في المركز ال23 على مستوى العالم وأصبحت الآن في المركز ال21 وبعض الدول الأخرى بدأت تسير على نفس النهج ولذا تم تعييني مؤخرا في منصب رئيس لجنة الأزمات في منظمة السياحة العالمية. وعن نسبة السياح السعوديين هذا العام الى مصر أبان أن النسبة اختلفت كثيرا عن العام الماضي وهذا نتيجة الأوضاع الراهنة التي تمر بها السياحة العالمية والتي تسببت فيها عوامل عدة منها الازمة المالية العالمية وكذلك مرض انفلونزا الخنازير، واشار إلى أن نسبة السياح السعوديين القادمين الى مصر فى شهر يوليو من هذا العام انخفضت بمقدار سبعة آلاف سائح سعودي مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي. وأضاف وزير السياحة المصري أن مئات الآلاف من السائحين العرب قد قاموا بزيارة القاهرة أكثر من مرة إلا أنه لا أحد يستطيع أن ينكر أن القاهرة مازالت تعتبر لدى العديد منهم المقصد السياحي المفضل مشيرا إلى أنه قد تم تدشين خط ساخن لوزارة السياحة لتلقي شكاوى السائحين العرب من نزلاء الفنادق فى جميع أنحاء مصر والمتعلقة بالتمييز في الأسعار وذلك في إطار تنفيذ القرارات الوزارية الخاصة بالسياسة السعرية والتي تقضي بمنع التمييز في الأسعار بين السائحين العرب وغيرهم من السائحين من الجنسيات المختلفة. مشيرا إلى أن هناك عددا من الأنماط السياحية الواعدة التي تحظى باهتمام كبير من الوزارة ومن بينها -على سبيل المثال لا الحصر- سياحة السفاري والصحراء والسياحة العلاجية حيث يوجد بمصر الآن عدد من المنتجعات الصحية المتميزة والتي تم إنشاؤها على أعلى المستويات العالمية، هذا إلى جانب سياحة الجولف التي بدأت تجذب إليها العديد من السائحين نظراً لإنشاء مجموعة من الفنادق تحتوي على مضامير للجولف في عدد من المناطق السياحية المختلفة بمصر، علاوة على سياحة المؤتمرات التي خطت فيها مصر خطوات واسعة وأصبح هناك عدد كبير من المؤتمرات الدولية في العديد من المجالات يتم تنظيمها في مصر. وهناك عدد من المقاصد السياحية الواعدة التي يتم الترويج لها مثل الساحل الشمالي الذي يعد أحد المنتجات السياحية المتميزة، نظراً للطبيعة الخلابة التي يتمتع بها والمناخ الفريد، إلى جانب التطوير الدائم للمقاصد السياحية التقليدية. كما أن هناك العديد من الأنماط مثل المهرجانات السياحية وتشمل مهرجان تعامد الشمس على معبد أبو سمبل ومهرجان اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون هذا إلى جانب المهرجانات الرياضية ومنها رالي الطيران الدولي ورالي النيل الدولي للطائرات الخفيفة ومهرجان الشرقية للهجن وبطولة العالم للبلياردو وسباق الزوارق السريعة، هذا بالإضافة إلى المهرجانات الفنية والثقافية ومن بينها مهرجان أوسكار الفيديو كليب ومهرجان القاهرة السينمائي الدولي ومعرض القاهرة الدولي للكتاب والمهرجان الدولي للمسرح التجريبي. وحول تدخل الوزارة مع البنوك المصرية لتقديم التسهيلات والدعم للمستثمرين السعوديين مراعاة للظروف المالية العالمية أشار السيد جرانه أن صناعة السياحة في مصر من الصناعات التي توليها الحكومة رعاية واهتماما خاصاً إيماناً منها بأهميتها في دفع عجلة التنمية وتنمية الاقتصاد القومي، وهناك تنسيق دائم بين كافة الأطراف المعنية لتشجيع الاستثمار في مجال السياحة. ومن هذا المنطلق فقد تم بالفعل الالتقاء مع محافظ البنك المركزي للتنسيق في هذا الشأن حيث تمت مناقشة سبل مساندة المشروعات السياحية المتعثرة ومساعدة المستثمرين الجادين حتى يتسنى لهم إتمام مشروعاتهم. وعن الخطط المستقبلية لتطوير السياحة في بعض المناطق أشار إلى أن هناك تخطيطا كاملا لمنطقة الساحل الشمالي سيظهر خلال الفترة المقبلة. بالإضافة إلى منطقة الفيوم فهي من اكثر المناطق السياحية المظلومة في مصر وقد تم تطهير بعض المناطق من الآثار خلال السنوات الثلاث الماضية وسيتم بعد شهر رمضان مباشرة استلام بعض المناطق ليبدأ العمل بها وهناك خطة لتنفيذ مشروع تنمية شاملة لمدينة رشيد والذي تم البدء في تنفيذ المرحلة الثانية منه مع بداية العام الحالي وحتى عام 2011 بتكلفة إجمالية بلغت 60 مليون جنيه, كما سيتم تشغيل عدد كبير من العمالة في الصيد وبناء السفن لأنه يتم حاليا دراسة بناء ميناء للتخزين لرسو اليخوت الخاصة هناك وسيعمل به عدد من الشركات العالمية. وأشار في ختام حديثه إلى أنه لن يتم منع الحج والعمرة هذا العام إلا إذا أعلنت المملكة انتشار الوباء وخروجه عن السيطرة, ولو قامت المملكة بتحديد الأعداد ايضا سيتم الالتزام بها, كما لا يمكن منع احد خاصة مع ازدياد الأرقام التي قامت بالعمرة أخيرا, كرد فعل عكسي تماما, ولكن تم تجهيز قرار خاص بالحجر الصحي سيعلن في وقته. من جانب آخر اوضح الزميل احمد الشريدي مدير عام ورئيس تحرير مجلة "سواح"، أن الهدف من تنظيم هذه الرحلة التاكيد على أهمية الاعلام السياحي في دعم ومساندة قطاع السياحة والفنادق في العالم العربي من خلال تنظيم رحلات تعريفية للدول العربية للاعلاميين السعوديين والخليجيين، لافتاً الى انه تم في هذا السياق تنظيم رحلات عديدة الى كل من مصر ولبنان والامارات والبحرين وعدد من الدول العربية. وأعرب الشريدي عن شكره وتقديره لهيئة تنشيط السياحة المصرية وفنادق إنتركونتيننتال القاهرة على دعوتهم واستضافتهم الكريمة التي تجسد حرصهم واهتمامهم بالصحافة السعودية، كما قدم شكره لوزير السياحة المصرية الاستاذ محمد زهير جرانه، ورئيس هيئة تنشيط السياحة المصرية الاستاذ عمرو العزبي، وكافة العاملين بالوزارة والهيئة على حرصهم على تعزيز السياحة البينية بين الدول العربية، كما أبدى تقديره لتجاوب واهتمام الصحف السعودية على المشاركة بممثلين لهم في هذه الرحلات.