محمد شاب يعمل في إحدى الشركات بالرياض وهو من أهل منطقة عسير، اعتاد محمد في كلِّ عام أن يقضي العيد مع جماعته في قريته التي تبعد عن أبها 80 كيلو مترًا، سافر مع بداية إجازة عيد الفطر من الرياض لأبها ليلتقي أهله وأقاربه، وبرفقته زوجته وابنته الصَّغيرة، كما اعتاد ألا ينسى أقاربه من هدايا العيد وخصوصًا الأطفال الصغار والوالدين. حال وصول الطائرة إلى مطار أبها، كانت سعادته وأسرته كبيرة، كيف لا وهو يحمل من الشَّوق لقريته وجماعته الكثير، فهو سعيد جدًا بأن يلتقي بأحبابه، وحال وصول طائرة الخطوط السعوديَّة للمطار ذهب ليستلم عفشه الذي قام بترتيبه بعناية قبل مغادرته الرياض ووضع الهدايا القيمة والثمينة وملابس العيد بشكل مرتب، فقد كان حريصًا على ذلك، فهذه المناسبة لا تتكرر في العام سوى مرتين. وبعد سؤال وانتظار طويل أبلغوه في مطار أبها أن عفشه لم يصل مع الرحلة، انزعج كثيرًا، وأبلغوه أنه من الممكن أن يصل في رحلات قادمة، هو قلق جدًا يريد أن يوزع هدايا العيد على أحبابه قبل يوم العيد، وملابس العيد التي تخصه وزوجته وابنته في حقيبته التي لم تصل، راجع المطار أكثر من 12 مرة وفي كلِّ مرة حسب وصفه لا يجد أيّ تجاوب من موظفي المطار المسؤولين عن العفش، تواصل مع مطار الرياض ولم يخرج بنتيجة. جاء العيد، ولم تكتمل فرحتهم به، وظلَّ يتابع أمر حقيبته المفقودة بشكل يومي، اضطر لشراء ملابس جديدة للعيد له ولأسرته ليحتفل مع جماعته، استمر يتابع موضوعه في كلِّ لحظه، وبدون أيّ نتيجة، وتواصل مع مسؤولي مطار الملك خالد الدولي بالرياض ووعدوه خيرًا، ولم يصل عفشه. انتهت اجازته، وقرَّر العودة للرياض ونتيجة غضبه من الخطوط السعوديَّة عاد على طيران ناس، وعند نزوله لمطار الرياض ذهب كمحاولة أخيرة وهو فاقد الأمل بأن يجد حقيبته إلى خدمات العفش الأرضية في صالة القدوم في المطار وتفاجأ بأن حقيبته موجودة مع حقائب كثيرة، إلا أنه وجدها بحالة سيئة جدًا وغير مقفله، استلمها بوضعها المزري وبلغ عنها وأبلغه موظف الخطوط السعوديَّة أن له الحق في التعويض عن تلف الشنطة وعليه أن يقدم طلب تعويض من خلال موقع التعويضات على الإنترنت، وتناسى الموظف أن هناك ضررًا نفسيًّا ومعنويًّا قد تعرض له محمد من يعوّضه عنه. هذه القصة حقيقية وتابعتها من خلال تواصلي مع صاحبها محمد بعد أن نشر معاناته في تويتر ووقفت مع حالته منذ بدايتها وحتى نهايتها، أعتقد أن ما حدث لمحمد قد حدث لأناس كثيرين بعد تعطل سير المطار قبل العيد التي تحدَّثت عنها وسائل الاعلام، ولكن الإهمال الواضح وعدم التواصل مع العملاء للتبليغ عن وجود حقائبهم أو إعادة إرسالها لهم هي بحاجة إلى إعادة نظر سواء من إدارة المطار أو من المسؤولين عن خدمات العفش في الخطوط السعوديَّة وغيرها من الخطوط العاملة بالمطار. نتعشم خيرًا بالمدير العام الجديد للخطوط السعوديَّة الذي أتى من خلفية تسويقية تدرك أهمية العناية بالعميل وأنه على حق دومًا.