أكد أكاديمي متخصص في العقيدة والمذاهب المعاصرة على أن للتوحيد آثاراً عظيمة في تحرير قلب الشخص من العبودية للمخلوقين، وإكسابه الثقة بالله تعالى، واليقين بوعده ووعيده، وقوة التوكل عليه، وتفويض الأمر إليه، كما أنه يحرر العقل من الخرافة، ويحميه من الشكوك والحيرة. وقال الدكتور سليمان بن صالح الغصن الأستاذ بقسم العقيدة والمذاهب المعاصرة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية: إن توحيد الله تعالى أعظم الواجبات، ولأجله خلق الله الجنّ والإنس كما قال -تعالى-: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} ولأجله أرسلت الرسل وأنزلت الكتب وافترق الناس إلى شقي وسعيد. ولتحقيق التوحيد آثار عظيمة في الدنيا والآخرة. وأبان فضيلته -في حديث ل «الجزيرة «- أن آثار التوحيد متعدية ومتعددة دنيوية عاجلة، وأخروية فمن الآثار الدنيوية العاجلة: -الفوز برضى الرحمن جل وعلا كما قال -عزوجل- عن عباده المؤمنين {رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي ربه}، حصول السعادة والطمأنينة كما قال -عزوجل-: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ}، والحفظ من كيد الشيطان، كما قال -تعالى-: {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ}، والدخول في عداد حزب الله المفلحين كما -قال تعالى- عن أوليائه: {أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}، وعصمة النفس كما في حديث: (أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله) الحديث. أما الآثار الأخروية فهي: دخول الجنة كما في الحديث عن عبادة بن الصامت أن رسول الله قال: «من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله، وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروحٌ منه، والجنة حق، والنار حق، أدخله الله الجنة على ما كان من العمل» رواه البخاري ومسلم، والنجاة من النار كما في الحديث: (فإن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله) والفوز بشفاعة المصطفى صلى الله عليه وسلم كما قال عليه الصلاة والسلام: (أسعد الناس بشفاعتي من قال: لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله)، الأمن يوم الحساب كما قال الله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ}، والشرب في موقف القيامة من حوض النبي -صلى الله عليه وسلم-.