المواقف المجَسّدة في الواقع الحياتي تُكافئ المستفيض منّا في الغالب بما يحول الخواطر لمعنى مفهوم للعامة، الحب مثلاً حالة خاصة لا تجرؤ على استدراك بعض الظنون التي تنحصر لما دون الولوج في معطيات انزواء العاطفة الحقيقية، لأنها بكل أريحية قد لا تُراعى إن كانت في ذروة الحاجة الملحّة للنمو في ظل الاكتفاء الذي يميل للعرف والتقليد الممنهج منذ وقت عريق. المجتمع الذي يتعهّد بالمحافظة على أقدمية المبررات الموصومة الآن في جبين الجيل الحالي، الذي يأخذها دائماً كأساس لممارسة الأفعال الباردة التي لا تنتمي للكيان الروحي، حتى وإن مورست كما يراد لها فإنها لا تبقى متأصلة تماماً، لذا غالباً لا تأتي الخلفية على نمط الشوق المدرج لدينا والمتاح قطعاً في مجتمع لا يأخذ المحور العاطفي إلا بميزان الابتذال. إذا أردنا إثبات الحاجات المتبّعة لدائرة النص المغذّى بالإلهامات الشفافة لا بد لنا أن نبني جسراً طويلاً لإمضاء ترهات الأقاويل الخفيّة والمنوطة بالمسميات العادية وهي في الغالب تقوم بتشويه الكيان الوجداني لمن يريد إخراج الحالة المستقيمة من الحب الأوحد لعموم الأشخاص المماثلين. القصيدة لا تنافي الحب المنفك من الازدواجية ولا تخلّصها من اللامبالاة الواضحة للكثير من الماضين في طريقهم دون انتصاف. حتى تتضح الرؤية، وتنمو القصيدة العاطفية والكلام المنساب منها، يكون الانكفاف عن تمرير التوقعات الخائبة إلى أصل الروح من فرد إلى آخر، أمر لازم.