الناس في طبائعهم يختلفون، وفي صفاتهم لا يأتلفون. والواحد منا يقابل في تعامله مع بني البشر أصنافا وأنواعا من الطبائع والأساليب، فهناك المتغطرس والمتكبر، وهناك المتواضع، وتجد من هو أريحي ومرن. وعلى النقيض تقابل المنغلق وتواجه أحيانا -بل هو الغالب ولله الحمد- أناسا بشوشين متفائلين مقبلين عليك وعلى الحياة بكل حب وتفاؤل وصفاء. ولكنك تندهش من آخرين يصدمونك بتفوقهم على ذواتهم وأسرهم ومجتمعهم، فهم لا يختلطون بالناس إلا قليلا، ولا يقبلون من الكلام والرأي إلا ما وافق مزاجهم وهواهم.. وأهم شيء عندهم هو مصلحتهم. ولا أنسى أن هنا من يثيرون الفتن بين الأسر وأحيانا بين الأسرة الواحدة، ومنهم بعض النساء اللاتي قد يفسدن علاقات الأزواج بإخوتهم بدافع الحقد والكراهية.. وإنه لأمر عجيب أن تتلذذ بعض الزوجات بتفريق زوجها عن إخوته وأخواته، وقد سمعت من ذلك القصص الكثيرة، بل إن بعض الأسر لم يلتئم شملها منذ عدة سنوات بسبب (كلام بعض الزوجات)! لقد أصبحنا في زمن صعب يستعصي على كل ذي لب أن يستوعب ما يجري وما يقع من مشكلات ونزاعات وخلافات بسبب نزعات أنانية.. فلماذا لا نرتفع عن الترهات ونكبر عن الصغائر ونسمو بأنفسنا عن أشياء لا تستحق الخلافات والجدل والنزاع حولها. ووالله إذا فكر الواحد منا مليا ودقق جيدا في بعض الخلافات العائلية لوجد أنها بسبب أمور تافهة لا تستحق الذكر، ولكنها كبرت بسبب النفوس المريضة والعقول الخاملة.