لست أكثر من الأشقاء المصريين سعادة أن أجد أحدًا يهتم بموروثهم الفني الثقافي، إِذْ تشرّفت ليلة الاثنين الماضي بحضور حفل ترميم الأفلام المصريَّة القديمة، وهذا بالمناسبة مشروع سعودي يستحقُّ الاحترام والتقدير. عدد كبير من الزملاء في مصر الحبيبة يتفهّمون هذا المشروع الذي انبرت له شبكة قنوات روتانا على وجه العموم، وسمو الوليد بن طلال على وجه الخصوص. أعرف عن هذا المشروع (الهاجس) منذ سنوات عديدة، منذ أن كانت الدكتورة هالة سرحان مسؤولة عن هذا الشيء، إِذْ قالت لي عن نيّة روتانا القيام بهذا المشروع، وأنّ اتِّصالات تجرى مع شركات عالميَّة لقيامها بهذا الترميم، ومفاوضات كانت تدور بين الرياض والقاهرة ولندن وباريس ونيويورك .. نسي البعض أنّ مشرع (ترميم) الأفلام المصريَّة هو جزء من المحافظة على التراث الثقافي المصري، وبعض (السطحيين) يعتقد أنّ هذا المشروع جزءٌ من التعدِّي على موروث المصريين، وهذه مثلما قلت (سطحية) غير مقبولة، ولا يمكن التحسُّس من أيّ خطوة سعودية ناحية مصر بهذا الشكل (المقزز). لا أظن أنّ شركة بحجم روتانا تنفق ملايين الدولارات لمجرّد العبث ب (موروث) شعب كان له الدور في تصدير الابتسامة ولدينا معه عمق إستراتيجي، بل إنّ المشروع له أبعاد أخرى كبيرة، كان من المفترض أن يرحِّب به كثير من المصريين أكثر منا. لست مدافعًا عن روتانا الأُم، ولا عن شبكة قنواتها، لكنني لو كنت مصريًّا لفرحت قدر ما استطيع، ولشددت على أيدي القائمين به، بدل أن أضع العصا في الدواليب مثلما يفعل بعض (الفارغين) الذين أشغلونا بمزايداتهم الفارغة، وهم أنفسهم الذين باعوا أقلامهم وفكرهم للشيطان.