لست من متابعي شاشات التلفزيون ولا ممن يجلسون الساعات الطوال لمتابعة أحداث فيلم أو متابعة حدث ما، وهذا لا يعني أن علاقتي بما تذيعه القنوات الفضائية سيئة تماما لأنه ربما قادتني الظروف إلى متابعة جزء من أحد الأفلام أو المسلسلات خاصة الأجنبية منها، الا انني ما زلت اتعجب من هذا الكم الهائل من الدماء والعنف الذي درجت على عرضه كثير من قنواتنا العربية في شكل افلام اجنبية دون مراعاة لاطفالنا الذين باتوا يتسمرون امام شاشات التلفاز اكثر من اي وقت مضى لاسباب كثيرة لا يتسع المجال لذكرها هنا؟ ويزداد عجبي عندما أرى الناس خاصة اولئك الذي أتوسم فيهم رقي المشاعر ورهافة الحس مشدوهين ومشدودين إلى تلك النوعية من الأفلام الدموية ويحرصون على متابعة أحداثها بشغف، وهنا اتساءل مرة اخرى: هل اصبح الدم والقتل ومناظر الكائنات المخيفة التي يأتون بها تحت اسم افلام الرعب والخيال اصبحت تمثل عناصر الجذب المهمة في هذا العصر؟ فإذا كانت الاجابة بنعم فهذا يعني ان هناك خللا في التركيبة النفسية لمتابعي تلك الافلام التي تتعارض مع الفطرة الانسانية التي اعتقد انها تعاف كل ما هو مقزز وغير جميل؟.