أكد حرس الحدود الأوكرانيون أمس السبت أن الانفصاليين الموالين لروسيا تجاهلوا وقفاً لإطلاق النار من جانب واحد أعلنته كييف ويواصلون مهاجمة القوات الحكومية في شرق البلاد. وأفاد حرس الحدود الأوكراني أن ثلاثة جنود أصيبوا بجروح في هجوم بقذائف الهاون استهدف ليلاً أحد مراكز المراقبة في منطقة دونيتسك، وذلك بعد أربع ساعات على بدء العمل بوقف إطلاق النار الذي أمر به الرئيس بترو بوروشنكو للسماح للانفصاليين بتسليم أسلحتهم. وتابع بيان حرس الحدود «أن المهاجمين استخدموا بشكل مكثف قذائف الهاون وأسلحة رشاشة وأسفر الهجوم عن ثلاثة جرحى من الجنود أحدهم في حال الخطر وألحق أضراراً بتجهيزات ومعدات تقنية». وفي هجوم ثان، حاول الانفصاليون استهداف مراكز للمراقبة مستخدمين أسلحة خفيفة. وقال بيان حرس الحدود «لقد فتح الحرس النار وصدوا الهجوم». وكان بوروشنكو أعلن الجمعة الماضية وقفاً لإطلاق النار من جانب واحد لمدة أسبوع للسماح للانفصاليين بتسليم سلاحهم وإطلاق عملية سلام، إلا أن موسكو والانفصاليين نددوا بالمبادرة. وأوضحت الرئاسة الأوكرانية أن وقف إطلاق النار «ليس معناه أننا لن نرد في حال التعدي على قواتنا». في غضون ذلك طالب وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير روسيا بدعم وقف إطلاق النار في شرق أوكرانيا الذي أعلنت عنه حكومة كييف أول أمس الجمعة. وخلال ثاني أيام زيارته لتركيا، قال شتاينمايرأمس السبت في أسطنبول إن «المهم الآن هو أن تتعاون روسيا أيضاً»، مضيفاً أن على روسيا أن تمارس نفوذها على الانفصاليين الموالين لها كما أن عليها أن تسهم في إحكام الرقابة على الحدود بينها وبين أوكرانيا. ولم يحدد شتاينماير ما إذا كان سيتم فرض عقوبات بشكل سريع على روسيا في حال فشل الهدنة بسبب نقص الدعم الروسي لها، وقال: «سنعمل الآن على أن تسهم روسيا بدورها، وإذا لم يحدث ذلك فإننا سننظر في الأمر». ورأى شتاينماير أن الطريق لا تزال طويلة أمام حدوث استقرار حقيقي في أوكرانيا «لكن من الممكن البدء الآن». كان الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو أعلن أول أمس الجمعة عن خطة سلام تتضمن 15 بنداً منها إلقاء الانفصاليين للسلاح وإخلاء المباني المحتلة في لوجانسك ودونيتسك. ومن جهة أخرى أعرب جونتر أوتينجر المفوض الأوروبي لشؤون الطاقة عن قلقه حيال إمدادات الغاز لأوروبا في الشتاء المقبل بسبب الخلاف بين روسياوأوكرانيا حول الغاز. وفي مقابلمع مجلة «فيرتشافتس فوخه» الألمانية الصادرة غداً الاثنين، قال أوتينجر: «في غضون وقت قصير سأبحث مع الجانبين إمكانية استئناف المفاوضات». وأضاف أوتينجر أن من مصلحة جميع الأطراف المعنية سواء روسيا أو أوكرانيا أو الاتحاد الأوروبي البحث عن حل ولو مؤقتاً على الأقل حتى يتم تأمين إمدادات الغاز في الشتاء المقبل. وقال أوتينجر إنه من الواضح أن المصالح السياسية تلعب دوراً حاسماً في الصراع «وإذا كان الجانبان اتبعاً منطقاً اقتصادياً محضاً في الخلاف الراهن، لتم التوصل إلى حل توافقي منذ مدة». ورأى أوتينجر أن على أوروبا أن تتحوط لتأمين إمداداتها من الغاز بأن تعمل على إيجاد المزيد من الموردين، وقال: «يجب أن نضمن امتلاء خزانات الغاز بشكل كاف». واختتم أوتينجر تصريحاته بالمطالبة بالعمل على دراسة إمكانية استخدام الفحم والمواد الحيوية بدلاً من الفحم في توليد الكهرباء والتدفئة.