اكد الرئيس الامريكي باراك اوباما مجددا امس الثلاثاء لدى وصوله الى وارسو ان الالتزام الامريكي بأمن اوروبا الشرقية القلقة ازاء الازمة الاوكرانية ثابت فيما كثف الجيش الاوكراني هجومه ضد الانفصاليين الموالين لروسيا شرق البلاد. وقال اوباما بعدما تفقد وحدة مشتركة من طيارين عسكريين بولنديين وامريكيين في مطار وارسو «التزامنا بأمن بولندا وأمن حلفائنا في اوروبا الوسطى والشرقية يشكل حجر زاوية لأمننا، وهو لا يمسّ». واضاف اوباما انه لشرف خاص ان يزور بولندا فيما تحتفل البلاد «بالذكرى الخامسة والعشرين للديموقراطية البولندية». ولفت الى ان الولاياتالمتحدة وحلف الاطلسي زادا من التزامهما الامني لصالح بولندا خلال الازمة الاوكرانية وانه سيعلن عن مساعدات اضافية لأمن اوروبا الشرقية في وقت لاحق. وفي اوكرانيا، شهدت منطقة لوغانسك معارك عنيفة الاثنين فيما قام الطيران الاوكراني ب»تصفية» عدة ارهابيين بحسب الرئيس الاوكراني الانتقالي اولكسندر تورتشينوف. واعلن وزير الداخلية الاوكراني ان القوات الاوكرانية كثفت الثلاثاء هجماتها على الانفصاليين حول معقل الموالين لروسيا في سلافيانسك شرق البلاد ما تسبب في تبادل كثيف لاطلاق النار. وفي لوغانسك حيث وقعت معارك عنيفة الاثنين اعلن حرس الحدود ان الوضع بقي هادئا لكن المتمردين ما زالوا يحاصرون مقراتهم ما ينذر بهجوم جديد. وكتب ارسين افاكوف على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك ان «هجوما قويا يجري حاليا حول سلافيانسك» مؤكدا ان «السكان المسالمين في سلافيانسك وكراماتورسك وكراسني ليمان مدعوون الى تفادي اي مجازفة والحفاظ على ارواحهم بالبقاء في منازلهم وعدم الاقتراب من المواقع التي يكثر فيها الارهابيون». واوضح الوزير الاوكراني ان «تبادل اطلاق نار عنيف جدا» وقع في سيمينيفكا بعد هجوم شنه الانفصاليون بقاذفات صواريخ على دبابات الجيش الاوكراني، واكد ان القوات الاوكرانية دمرت حواجز اقامها المتمردون. والهجوم الذي اطلقته كييف منذ اكثر من شهرين اوقع اكثر من مئتي قتيل في صفوف المتمردين والقوات الاوكرانية والسكان المدنيين. ويشارك اوباما في الذكرى ال25 للانتخابات الديموقراطية الاولى في بولندا الدولة السابقة ضمن الكتلة السوفياتية. وترتدي هذه الاحتفالات طابعا خاصا على خلفية الازمة الاوكرانية. وسيستفيد اوباما من فرصة زيارته الى وارسو من اجل التشديد على «ضرورة ان تقف الولاياتالمتحدة واوروبا جنبا الى جنب لضمان امن اوروبا الشرقية وللدفاع عن قيمها الديموقراطية»، بحسب مساعد مستشاره لشؤون الامن القومي بن رودس. وسيحضر ايضا الى وارسو الرئيسان الفرنسي فرنسوا هولاند والالماني يواخيم غوك بالاضافة الى العديد من القادة السياسيين من وسط وشرق اوروبا. ومن المتوقع ايضا ان يصل في المساء الرئيس الاوكراني المنتخب بيترو بوروشنكو الذي سيقوم بأول زيارة له الى الخارج منذ انتخابه في 25 مايو بتأييد 54% من الاصوات. وفي اشارة الى الدعم القوي للحكومة الجديدة في اوكرانيا، سيلتقي اوباما بوروشنكو الاربعاء الذي يمكن ان يتباحث معه حول مساعدة عسكرية امريكية الى اوكرانيا. واعلن مساعد وزبر الدفاع الامريكي ديريك شوليه خلال زيارة الى كييف الاثنين انه تباحث مع السلطات الاوكرانية حول تقديم «مساعدة بقيمة 18 مليون دولار بالاضافة الى تعاون على المدى الطويل من اجل تعزيز البنى الدفاعية الاوكرانية». وستجري الاجتماعات على خلفية توتر سياسي وغداة معارك استخدمت فيها قذائف هاون وقاذفات صواريخ بين حرس الحدود وانفصاليين موالين لروسيا في لوغانسك (شرق). واشار حرس الحدود الى اصابة ثمانية من عناصرهم بجروح ومقتل خمسة انفصاليين. وبعد المواجهات، نددت وزارة الخارجية الروسية ب»جريمة» ترتكبها السلطات في كييف «ضد شعبها». من جهتها، اعلنت الولاياتالمتحدة الاثنين ان لديها إثباتًا بان روسيا تواصل السماح بمرور «مقاتلين « و»اسلحة» الى شرق اوكرانيا. وتنفي روسيا على الدوام هذه الاتهامات وتطالب في المقابل بان توقف كييف عمليتها العسكرية في شرق البلاد. واصطدم مشروع قرار عرضته روسيا الاثنين على مجلس الامن وينص خصوصا على اقامة «ممرات انسانية» في شرق اوكرانيا بانتقادات الغربيين. المزيد من الصور :