بدأ مواطنو كوسوفو أمس الأحد الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات البرلمانية التي ينظر إليها على أنها مهمة بالنسبة للعلاقات بين صربيا وإقليمها السابق ذي الأغلبية الألبانية. وقالت اللجنة الانتخابية المركزية إن حجم المشاركة بين عدد من يحق لهم الإدلاء بأصواتهم والبالغ عددهم 1.78 مليون ناخب. وكانت استطلاعات الرأي قد أظهرت أن رئيس الوزراء هشام تقي وحزبه الحزب الديمقراطي سوف يفوزان بنحو ثلث الأصوات متفوقاً على الرابطة الديمقراطية لكوسوفو وحركة تقرير المصير القومية، وكانت أقلية الصرب قد قررت قبل التصويت بأربعة أيام عدم مقاطعة الانتخابات. وكان القادة في أكبر جيب صربى في الشمال قد رفضوا في بادئ الأمر الموافقة على الانتخابات، ثم بعد ذلك رضخوا لضغوط بلجراد ليلة الأربعاء الماضي. وقال المتحدث الحكومي ميليفوى ميهايلوفيتش لتلفزيون ار تى اس «إن المشاركة الكبيرة أمر مهم ليس فقط لصرب كوسوفو ولكن للمصلحة القومية لصربيا». ولم يتضح في الساعات الأولى من بدء التصويت حجم المشاركة في الشمال حيث يتركز الصرب. ومن بين ال120 مقعداً في البرلمان هناك عشرة مقاعد مخصصة للصرب الذين يمثلون 10% من تعداد سكان كوسوفو. كما أن هناك عشرة مقاعد مخصصة للأقليات العرقية الأخرى، في حين أن بقية ال100 مقعد سوف يتم الانتخاب عليها. ويشار إلى أن بلجراد وصرب كوسوفو لا تعترفان بكوسوفو التي انفصلت عن صربيا عام 2008. ومع ذلك وافقت صربيا على تطبيع العلاقات مع كوسوفو بموجب اتفاق بوساطة من جانب الاتحاد الأوروبي في نيسان/أبريل 2013. وتعد الانتخابات حجر زاوية لاتفاقية تطبيع العلاقات التي توسط فيها الاتحاد الأوروبي بين بلجراد وبريشتينا في نيسان/إبريل 2013 حيث تدمج الشمال، وهي المنطقة التي كانت بؤرة أعمال عنف طائفية في الماضي مع هيكل السلطة في كوسوفو. ويشار إلى أن تطبيق الاتفاقية يعد أمراً مهماً لصربيا لأنها تعد شرطاً من أجل تقدم عملية انضمامها للاتحاد الأوروبي. وتأمل الدول الغربية أن ترسخ الانتخابات اتفاقية تطبيع العلاقات مع صربيا وتمثل نقطة تحول في مساع كوسوفو لبدء عملية الانضمام لعضوية الاتحاد الأوروبي. واعترفت القوى الغربية باستقلال كوسوفو، ولكنها لم تحصل على عضوية الأممالمتحدة بسبب معارضة روسيا وصربيا. وتمت الدعوة للانتخابات عقب أن صوت البرلمان لحل نفسه في آيار/مايو الماضي بعدما أخفق في تمرير قانون بشأن تشكيل جيش في الإقليم الصربي السابق.