وزارة الإعلام وهي تحتفل هذه الأيام بمرور خمسين عاماً على انطلاقة البث التلفزيوني والإذاعي أحب أن أشيد بالنقلة التي شهدتها إذاعة الرياض من خلال برامجها الإذاعية، وخصوصاً السنوات العشر الأخيرة؛ فبعدما كانت تحشو معظم أوقات البث بالأغاني والموسيقى والمسلسلات أصبحت اليوم منبراً للثقافة والمعلومة المفيدة ومتابعة الحدث أولاً بأول، كما تميزت أيضاً بجرأتها في طرح القضايا التي تهم وتخدم المجتمع، فقد تخطت جرأتها الإعلام المقروء؛ لذا ما أجمل أن يكون الإعلام جريئاً في الطرح وإيضاح الحقائق، بعيداً عن المجاملة والمحاباة لكسب مسؤول، أو لتغطية أخطاء وفساد وعنجهية مسؤول آخر. عندما فتحت إذاعة الرياض الباب على مصراعَيه للمواطن ليقول صوته، من خلال البرنامج المتألق (صوت المواطن)، إنما كسرت حاجز المجاملة والتملق للمسؤول، الذي كان يقوم به الإعلام المقروء، والتغطية على أخطائه، وعدم إبرازها وإبراز سلبياته على الوطن والمواطن. يتميز هذا البرنامج بجرأته ووقوفه مع المواطن الذي يعرض مشكلته ومعاناته بصوته، كما يتميز هذا البرنامج أيضاً بأنه ليس محتكراً على المتعلم الذي يجيد الكتابة، والذي يطرح للصحف معاناته، وإنما تميزه بأنه للجميع، ولكل من يعاني من مشكلة في الخدمات المقدمة إليه. فمن خلال هذا البرنامج بإمكان غير المتعلم، وبإمكان الرجل أو المرأة، والصغير والكبير، والمسن والمسنه، أن يطرحوا معاناتهم من خلال صوتهم في البرنامج. والأجمل في هذا البرنامج التفاعل الشديد من طاقم البرنامج مع المتصلين لرفع المعاناة عنهم؛ فإضافة لاتصال المواطن فهم أيضاً بدورهم حريصون على إيصال المعاناة من خلال اتصالهم على المسؤولين، ومتابعة القضايا. حقيقة، هذه النقلة في البرامج كم كنا بحاجة إليها، وغيرها من البرامج التي تسهم في خدمة المواطن، ورفع المعاناة عن الكثير الذين بُحّ صوتهم من المطالبة، ويئسوا من الركض خلف إيجاد الحلول؛ ليستسلموا لواقعهم المرير من معاناتهم، ليظهر هذا البرنامج بقوة مواجهاً المسؤول بصوت المواطن. أبارك لوزارة الإعلام هذه الخطى في نجاح وسائلها الإعلامية، كما أبارك للمسؤولين في إذاعة الرياض مرور خمسين عاماً على بثها، كما أبارك على تألق ونجاح برامجها، وخصوصاً هذا البرنامج الذي نجح بكل المقاييس، كما أبارك لهم على نجاح جميع برامجها القيمة التي تصب معظمها في قضايا المجتمع، كالبرامج الاستشارية، مثل: برنامج مستشارك النفسي، مستشارك العقاري والاقتصادي، برنامج أحلى صباح المنوع، وغيرها من البرامج التي تهم وتخدم المستمع. أقدم التهنئة لمعالي وزير الإعلام وللمدير العام لهيئة الإذاعة والتلفزيون ولجميع مديري الإذاعات وقنوات التلفزيون، ولكل من وقف ويقف خلف هذا التألق في برامج إذاعة الرياض من مخرجين ومعدين ومقدمين للبرامج. فمزيداً من التطور والتألق للإذاعة. ودمتم بخير.