نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله يرعى وزير الثقافة والإعلام رئيس مجلس إدارة هيئة الإذاعة والتلفزيون الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة، مساء اليوم، احتفال هيئة الإذاعة والتلفزيون بمناسبة مرور خمسين عاما على بداية البث التلفزيوني وبث إذاعة الرياض، وذلك في مركز الملك فهد الثقافي بالرياض. وأوضح وزير الثقافة والإعلام أن هذه المناسبة تحمل في طياتها العديد من العبر والمعطيات، وفيها نستذكر من قدم وشارك في الإذاعة والتلفزيون ونقدم لهم الشكر والتقدير، وفي الوقت نفسه نستحث همم العاملين في هذين القطاعين لبذل كل ما في وسعهم للرقي بالإعلام السعودي وجعله في مصاف إعلام الدول المتقدمة. وتمتد مسيرة العطاء المتواصل لإذاعة الرياض إلى يوم الثلاثاء الثالث والعشرين من شهر رمضان المبارك لعام 1368ه، حين أعلن الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه ميلاد الإذاعة السعودية، من خلال إصدار مرسوم يحدد الإطار العام للإذاعة، ويؤكد على التزام الواقعية والموضوعية والاهتمام بالأمور الدينية والقرآن الكريم، وأنشئت أول محطة إذاعية سعودية في مدينة جدة ترجمة لهذا المرسوم، وبدأت بثها في التاسع من شهر ذي الحجة لعام 1368ه، والذي وافق يوم وقفة عرفة، ولقد استهل البث بكلمة ألقاها الأمير فيصل بن عبدالعزيز (الملك فيصل فيما بعد) تضمنت تهنئة الحجيج بمناسك الحج والترحيب بقدومهم إلى الأراضي المقدسة، وبعد قرابة عقدين من الزمان جرى الإعلان عن ميلاد إذاعة الرياض، في غرة شهر رمضان المبارك عام 1384ه، من العاصمة الرياض، وجاء ميلاد إذاعة الرياض ليمثل إضافة إعلامية جديدة ونقطة انطلاقة في تاريخ الإعلام الوطني السعودي، وقد أخذت إذاعة الرياض على عاتقها مسئولية بث صوت الوطن والمواطن إلى ربوع البلاد مرتكزة على ثوابت المملكة بكل مصداقية ومنهجية. ومرت إذاعة الرياض خلال خمسين عاما بعدة مراحل، من أبرزها: الانتقال من مبنى الوزارة في الرياض، حيث بدأت مسيرتها الأثيرية بنداء(هنا الرياض) عبر موجة متوسطة وموجتين قصيرتين، وغلب على بثها التسجيلات المنقولة من إذاعة جدة، واستمرت هذه المرحلة أربع سنوات إلى عام 1388ه، حيث أنتجت الإذاعة أول مسلسل درامي حمل اسم «ثلاثيني سعودي»، ودشنت المرحلة الثانية بافتتاح مبنى الإذاعة الجديد في الأول من شهر رجب لعام 1394ه، واشتمل المبنى على عدة مرافق، من أبرزها ثمانية استديوهات ومرسلات إذاعية على الموجات القصيرة والمتوسطة وFm، وجرى زيادة ساعات البث المحدودة حتى وصلت إلى 24 ساعة يوميا، وشهدت المرحلة الثالثة مشروع تحديث شامل للأجهزة الإذاعية، وتحويل جميع الاستديوهات إلى النظام الرقمي الذي يتميز بالجودة والدقة العالية، وكان ذلك في عام 1427 للهجرة (2006م)، وفي المرحلة الرابعة جرى إنشاء هيئة الإذاعة والتلفزيون، وعملت إذاعة الرياض على تحقيق متطلبات هذه المرحلة الجديدة وفق هوية تكون بها صوتا للمواطن ونبضا للوطن، وشملت تغيير مسمى إذاعات المملكة، بحيث أصبح مسمى إذاعة البرنامج العام إذاعة الرياض، والبرنامج الثاني إذاعة جدة، وإذاعة البرنامج الأوربي راديو السعودية باللغة الإنجليزية، وجرى تطوير إذاعة القرآن الكريم بزيادة بث التلاوات وتقليص البرامج إلى 26 برنامجا بدلا من 41 برنامجا. وحصدت إذاعة الرياض، على امتداد مسيرتها، العديد من الجوائز في المهرجانات الخليجية والعربية في البحرين والقاهرة وتونس والخرطوم، تنوعت ما بين ميداليات ذهبية وفضية في مجال التبادلات الإذاعية الشاملة من اتحاد إذاعات الدول العربية في الأعوام 2004 و2005 و2007 و2008 و2009 و2010 و2011.