يعيش هذه الأيام أبناء المملكة العربية السعودية الذكرى التاسعة للبيعة لتسلم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود مقاليد الحكم، والتي تصادف السادس والعشرين من شهر جمادى الآخرة من كل عام، حيث تحققت خلال السنوات التسع الماضية التي عمت من خلالها مشروعات البناء في أرجاء الوطن في كل القطاعات، حيث أقيمت الجامعات والمدن الاقتصادية والمراكز الطبية في كل منطقة ولقد تحولت المملكة في عهد خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- إلى ورشة عمل ضخمة وإلى تطور هائل لا يتوقف ومنذ مبايعته إلى اليوم لا تمر مناسبة إلا وتصدر قرارات تنصب في مصلحة المواطن والوطن. ولقد جاءت هذه الذكرى التاسعة ومعها صدق الوعد من خلال ما شهدته المملكة من منجزات تنموية وقفزات حضارية في عهده الميمون -حفظه الله-، حيث كان للتعليم نصيب واهتمام عظيم فقد قفزت الجامعات من ثماني جامعات إلى ثلاثين جامعة على مستوى المملكة كافة، وعلى مستوى الثقافات والحوارات فقد كان لخادم الحرمين الشريفين اليد الطولى فقد سجّل -حفظه الله- اسمه عالياً في التاريخ المعاصر كونه واحداً من أبرز دعاة السلام والحوار وصناع التاريخ بدعوته -أيده الله- للحوار بين أتباع الأديان والثقافات المعاصرة والحضارات. وإيماناً منه -حفظه الله- لما للمرأة السعودية المسلمة من دور ريادي ومهم فقد أولى للمرأة السعودية المسلمة جُل اهتمامه ومكّنها من القيام بدور فعال في المجتمع والوصول إلى أعلى المستويات فقد أصبحت عضواً في مجلس الشورى وترشحت للانتخابات البلدية. وعلى الصعيد السياسي في هذا العهد الناصع تميزت سياسة المملكة بالاعتدال والاتزان والحكمة وبعد النظر على كل الأصعدة والمنابر الدولية ولها من المواقف النيرة في خدمة الاسلام والمسلمين وقضايا الأمتين العربية والإسلامية الشيء الغدق الغفير، في الذكرى التاسعة للبيعة تسير عجلة التنمية والإصلاح والتطوير والإنجاز في الإنطلاق في مسيرة بناء شاملة أثرها محلي وعالمي، بها تواجه المتغيرات وتحافظ على المنجزات بثبات وقوة تكتشف من خلالها مكامن القوة وتعالج مكامن الضعف، ومع الذكرى التاسعة للعهد الميمون واجهت مسيرة الخير والعطاء قضايا التنمية المهمة ومنها التنمية المعمارية والحضارية وتوفير المسكن وإيجاد الوظائف والقضاء على الفقر والفساد بحزمة من الإستراتيجيات والقرارات والبرامج الإصلاحية المترابطة ذات الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والقضائية وإلإدارية لضمان تحقيق أهداف التنمية المرسومة من قبل القيادة الرشيدة، هذه الذكرى إنما هي ذكرى ملحمة الحب والعزة والرخاء والنماء والأمن والأمان والاستقرار في ظل هذا العهد الزاهر. ذكرى السادسة والعشرين من شهر جمادي الآخرة في كل عام إنما هي ذكرى تجديد العهد والولاء للمليك الغالي، رافعين أكف الدعاء أن يحفظ الله خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وولي ولي العهد وأن يديم العزة والشموخ لهذه البلاد تحت ظل قيادتها، فسجل يا تاريخ واكتب يا قلم الأمجاد الرائدة في ظل العيون الساهرة من لدون قيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهد الأمين وولي ولي العهد -حفظها الله- ودامت افراح الوطن.