تعيش البلاد عبق الذكرى التاسعة لمبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ملكاً على البلاد، تسع سنوات مرت سراعا كالطيف العابر، وهي فترة قصيرة بمقياس الأيام والليالي، عريضة شاسعة بمعيار الإنجاز والبناء، توازي عقوداً من الزمن، بما شهدته من تطور ورقي وتقدم ونقلة نوعية شملت مختلف المجالات، لذا يحق لنا الاحتفال والابتهاج، بهذه المناسبة السعيدة، حيث يعم السرور النفوس، ويملأ الفرح القلوب تعبيراً عن قيمة المنجزات العملاقة التي يصعب حصرها ويستعصي عدها. العهد الزاهر الميمون لخادم الحرمين الشريفين انطلق برؤية عميقة، ومنهجية واضحة، وبرنامج متكامل لنقل الدولة إلى مرافئ التقدم والازدهار، وجعل العلم حجر الزاوية، والتقنية لغة العصر، والكادر الوطني المؤهل، رأس الرمح، وفرس الرهان، في ميدان التنمية. وانطلاقا من هذه الرؤية التي اتسم بها هذا العهد المبارك انتشرت الجامعات وغطت محافظات المملكة فضلا عن مناطقها، وتداعت مشاريع التنمية، وتوالت برامج الابتعاث الخارجي، وتكلمت المناطق والمدن بلغة الإنجاز، ضمن قاموس البرنامج الإصلاحي الشامل، الذي كان يحدق بتركيز واع تجاه المستقبل. هذا الانجاز، سار إلى جانب البعد الإنساني الذي اتسم به الملك عبدالله، وسطره التاريخ منذ أمد بعيد، وجسدته جولاته التفقدية لأحوال الفقراء، وامتد عطفه إلى مساندة الشعوب المنكوبة، والتوجيه بفصل السياميين لدى كثير من دول العالم، ضمن برنامج طبي علمي وضع المملكة في مرتبة متقدمة. إذن الاحتفال بذكرى البيعة التاسعة المباركة، يعني الابتهاج بمنظومة المنجزات التي يضيق المجال عن حصرها، ومن أبرزها مشروع الملك عبد الله للحوار العالمي، الذي عزز مكانة المملكة عالميا، ومنها أيضا توسعة الحرمين الشريفين،لاسيما توسعة المسعى "الأولى من نوعها في تاريخ الحرم المكي" وهذه المنجزات تجسد عظم المسؤولية تجاه الإسلام والمسلمين، ومنها مشروع قطار الحرمين، خدمة لضيوف الرحمن، ويأتي إنشاء المدن الطبية ضمن قائمة منجزات هذا العهد الميمون، وكذلك المستشفيات العالمية، وتطور العلاج، وتطوير مرفق القضاء، والارتقاء بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتطوير النظام السياسي، خصوصا نظام الانتخابات البلدية، وكذا الحضور الفاعل للمملكة في مختلف المحافل الدولية. ومن سمات عصر الملك عبدالله، الرؤية الاقتصادية الصائبة،التي منحت الاقتصاد السعودي المناعة والقدرة وجعلته يصمد أمام الأزمات المالية العالمية التي عصفت بكثير من الاقتصادات العالمية الشهيرة، فضلا عن التوازن الاقتصادي، والسياسة الحكيمة لإدارة النفط، وإدارة المال، ووضع الخطط الكفيلة بحماية الاقتصاد في ظروف استثنائية بالغة التعقيد، بالإضافة إلى مبادرات السلام، وتحقيق الأمن والاستقرار وإبعاد شبح الإرهاب والعنف. ويجيء إكرام المرأة، والعناية بتعليمها وتدريبها وتوظيفها، وزيادة نسبة عضويتها في مجلس الشورى، واتاحة الفرصة لها للإسهام في البناء، من أبرز منجزات عهد الملك عبدالله وسماته العديدة التي هي مصدر الابتهاج والاحتفال بالذكرى التاسعة لهذه البيعة المباركة. وفي إطار هذه المنظومة الشاملة من الإنجازات التنموية في هذا العهد الزاهر، كان لقطاع التصنيع والتقنية والتنمية البشرية الحظ والنصيب الوافر، وما تحقق لشركة الالكترونيات المتقدمة من إنجاز في هذا المضمار يحسب للتوجيهات السديدة لولاة الأمر حفظهم الله والدعم القوي والمساندة الدائمة التي تحظى بها خطط الشركة حتى قطعت شوطا كبيرا في مجال تطوير التقنية وتوطينها وتأهيل الكوادر الوطنية وتوظيفها وإتاحة الفرصة لها لتتولى المناصب القيادية عن جدارة وثقة، وهي بذلك تجسد تطلعات القيادة وطموحاتها في هذا المضمار متوخية الجودة وملتزمة المعايير العالمية، ومساهمة في التنمية الوطنية بمفهومها العميق. نسأل الله أن يمد في عمر خادم الحرمين الشريفين ويمتعه بالصحة والعافية ويحفظ سمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد، ويحفظ لبلادنا أمنها واستقرارها ونهضتها ورخاءها في ظل قيادتنا الحكيمة رعاها الله. إنه ولي ذلك والقادر عليه. *الرئيس التنفيذي لشركة الإلكترونيات المتقدمة إحدى شركات برنامج التوازن الاقتصادي