أكتب اليوم ليس من أجل أن أقول لمعالي الوزير المكلف بالصحة مبروك الثقة، ولكن أكتب لأقول مبروك الدعاء الصادق لكم لو استطعتم أن تكفكفوا دموع المرضى، وقبلهم أهلهم، الذين أعيتهم الحيلة في الحصول على موعد قريب يخفف ولو جزءاً من آلامهم وأوجاعهم. أكتب لمعالي المهندس عادل فقيه لأقول له: أملي أن تقرأ النقاط الآتية: 1- المواعيد وما أدراك ما المواعيد التي تُعطى بالأشهر في أغلب إن لم يكن كل مستشفياتنا الحكومية، ويا ليتها تُعطى لمراجع عادي, لكنها - بكل أسف - تُعطى لمريض يكاد يلفظ أنفاسه! لا أدري ماذا أقول أكثر من أن أقول إنها مأساة بكل المعايير! 2-الأطباء المهمِلون في تشخيص المرض، وهذا الكلام لا أقوله جُزافاً، وإنما حصل لي شخصياً, وكأن الطبيب يعمل بالإنتاجية، ويهمه عدد المراجعين الذين مروا عليه!! 3-النظافة، وهي كما تعلمون جزءٌ رئيس من العملية الصحية, فكثير من المستشفيات الحكومية تعاني من سوء النظافة, ولا أدري هل هو بسبب سوء الإدارة أم بسبب عدم وجود عقود نظافة تغطي الحاجة؟ 4-توزيع المستشفيات على أنحاء المدن مهم جداً، خدمة للمرضى الذين يعانون من بُعد المستشفيات عنهم، وفي هذا أيضاً مصلحة أخرى، وهو تخفيف للازدحام المروري الذي تعاني منه جل مدننا. 5-ملف التأمين الصحي يظهر ويختفي، فهل يا ترى في الأفق القريب حل لهذا اللغز؟ 6-المراكز الصحية في الأحياء أقل ما يقال عنها إنها سيئة؛ فلا أطباء على المستوى المأمول، ولا حتى العلاج، العلاج الناجع. ولي معهم قصصٌ مبكية، تنحصر في أن أغلب الأدوية الموجودة في صيدليات هذه المراكز من الأدوية الضعيفة جداً، والأطباء المخلصون في هذه المراكز ينصحونك عند تشخيص حالتك بأخذ العلاج الفلاني من خارج صيدلية المركز؛ كون المتوافر في المركز لا يؤدي النتيجة المأمولة!! 7-جشع المراكز والمستشفيات الأهلية يحتاج إلى تدخل عاجل منكم؛ فقد بالغوا كثيراً في أسعار خدماتهم حتى صار الموت عند البعض أهون من مباضعهم التجارية. نقاط معدودة على عجل، أضعها بين يدي المهندس الذي آمل أن يكون مهندساً بارعاً للقطاع الصحي، مؤكداً على أهمية معالجة طول المواعيد بشكل عاجل وسريع؛ فدموع المواطن كل يوم في انهمار، فهل من مكفكف لها وله الأجر؟ والله المستعان.