تأتي ذكرى البيعة في السادس والعشرين من شهر جمادى الآخرة حافلة بالكثير من الإنجازات والمواقف المشرفة لقائد المسيرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله وأمد الله في عمره ومتعه بالصحة والعافية. إن المتتبع والمنصف لما تشهده المملكة من استقرار أمني و اقتصادي، وثبات في المواقف الدولية، وعقلانية في التعامل مع الأحداث المتنوعة، ليقف إعجابا وتقديرا لما تبنته المملكة من سياسات ومواقف كان لها الأثر الإيجابي في استقرار المنطقة وتجنيبها الكثير من الأحداث، ولا شك أن هذه المواقف تدل على سعة الأفق السعودية والحكمة في التعامل مع الظروف الدولية والإقليمية بكل اقتدار، وإدارة هذه الأزمات بطريقة منهجية تغلفها الحكمة والروية وبعد النظر، وهو ما يحسب لهذا الملك الصالح المحب لأمته ومواطنيه والحريص على إشاعة السلم والسلام في العالم. ورغم المشاكل الدولية والتغيرات الاقتصادية إلا أن الشأن الداخلي للمملكة لم يكن غائبا عن أولويات خادم الحرمين، حيث شهدت السنوات التسع الماضية تنمية غير مسبوقة على كل الأصعدة التي تخدم المجتمع السعودي، ولكن الاستثمار في الإنسان السعودي كان قمة التنمية من خلال التعليم والتوسع غير المسبوق في التعليم العالي بكل أنواعه الحكومي والأهلي داخليا وخارجيا، حيث شهد التعليم العالي اهتماما خاصا في استحداث الجامعات وفي استكمال البنية التحتية للجامعات وبناء المدن الجامعية في كل محافظات المملكة كما شهد التعليم العالي نقلة نوعية واهتماما كبيرا في مجال البحث العلمي والإبداع والابتكار وتفعيل اقتصاد المعرفة وإتاحة الفرصة لكل راغب في التعلم باختيار ما يناسب ظروفه للدراسة. وتعد كل هذه الإنجازات مؤشرات إيجابية لبناء الثروة الحقيقية للمملكة وضمان استمرار مسيرة النماء وعجلة التطوير بكل ثقة، ومقابلة التغيرات الدولية المستقبلية بكل اقتدار. هذه الشواهد وغيرها الكثير مدعاة للفخر لكل سعودي ولكل محب يعيش على تراب المملكة، وهي نتاج للروح الأبوية التي يعيشها السعوديون مع قائد مسيرتهم والمحبة المتبادلة بين المواطن والمليك والأسرة الملكية الكريمة، وبهذه المناسبة أبارك للجميع هذه الذكرى المباركة مع الابتهال للعلي القدير بأن يحفظ الله لهذا البلد أمنه واستقراره وأن يحفظ الله قائد المسيرة ويسبغ عليه لباس الصحة والعافية ويرزقه طول العمر.