يصر حسن نصر الله بتورم نفسه الطائفي - قبل فترة -، بأن: «المشكلة في لبنان، أن حزب الله تأخر في الدخول بالحرب في سوريا»؛ ليؤكّد الواقع، بأن تدخل حزبه البغيض كان شرعنة لتدخله في الصراع السوري، ومدخلاً رئيساً لتدخل العديد من الميليشيات الطائفية القادمة من العراق، والبحرين، واليمن. فحقيقة الأمر لا تعدو إلا أن تكون امتداداً إستراتيجياً لآلة القتل، والتدمير التابعة لنظام بشار الأسد، والاستيلاء على جميع المناطق الإستراتيجية. ثم يطالعنا هذا الرجل البغيض في خطاب له - وبكل وقاحة - ؛ ليقول لنا، بأن: «تدخل الحزب جاء لحماية مقام السيدة زينب حفيدة الرسول، وهي شخصية مقدسة للمسلمين - سنة وشيعة -، والاعتداء على قبرها كان سيفجّر فتنة طائفية في المنطقة»، ليؤكّد لنا مرة أخرى، أن مرجعية هذا الرجل العليا هي في طهران، وطائفيته البغيضة، وعنصريته المقيتة، تتجه بوصلتها نحو إيران، باعتبار أن ذات المصالح المشتركة لأسياده تتلاقى مع الغرب، وإسرائيل ضد الثقل السني في المنطقة، وما يقال في الإعلام بخلاف ذلك، هو هرطقة تبددها الاتفاقات السرية، والمفاوضات الحثيثة في الغرف المغلقة. ساهم حزب الله اللبناني في سفك دماء عشرات الآلاف من السوريين، وفي تأجيج نار الطائفية، وتوسيع دائرة الفرقة، والانقسام في المنطقة، وتحميل دولة لبنان عبء هذه الممارسات الإجرامية، بعيداً عن الإحساس الوطني، والقومي، وإرضاء للتاريخ الفارسي، التي تشربت بالشعوبية الدنيئة، وسعت جاهدة إلى تدمير الإسلام من الداخل، بعد أن امتلك الحزب الأدوات التنفيذية الجاهزة؛ للحصول على التمويل المطلوب، والجاهزة للعمل الأسود من السيدة إيران؛ وليثبت للعالم أنه حزب الشيطان الرجيم، حين كتب فصلاً من فصول الطائفية على أرض الشام. سيظل نصر الله مجرم حرب؛ لارتكابه جرائم ضد الإنسانية على مرأى، ومسمع من المجتمع الدولي بحق المدنيين في سوريا. الأمر الذي يستلزم ضرورة الإسراع في فتح ملفات جرائم حزب الله اللبناني، والموضوع على قائمة الإرهاب الدولي كمنظمة إرهابية من قبل دول مجلس التعاون الخليجي، والولايات المتحدةالأمريكية، وبريطانيا، وأستراليا، وغيرها كثير من الدول، وتقديم أمينه العام إلى المحاكمة؛ نظراً لأعماله الشنيعة، التي ترتكبها ميلشياته ضد الشعب السوري. من يحمل راية الطائفية، لن يكون مشروعاً وطنياً صالحاً لبلده؛ لأنه سيعكس آثاره البغيضة على مجمل العلاقات الاجتماعية، والإنسانية، وكافة أشكال العلاقات الأخرى؛ ولأن كلمات نصر الله تقطر دماً، وتعبث بالمشاعر، وتذكي الأحقاد، وتثير الضغائن، فإنها ستتحول إلى أسوأ كابوس صنعته مراجع العمائم، والملالي، وذلك عندما تتقاطع التطلعات السياسية، وتتضارب المصالح القومية.