أُبايع مقرن بن عبد العزيز آل سعود على كتاب الله العزيز وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة، في المنشط والمكره وفي العسر واليسر وفي غير معصية الله ورسوله.. نعم إنها سيرة أسلافنا ممن كانوا قبلنا منذ أن نشأت هذه الدولة السعودية المباركة على اتخاذها القرآن الكريم دستوراً، وسنة محمد صلى الله عليه وسلم وما كان عليه خلفاؤه رضي الله عنهم والسلف الصالح - شرعة ومنهاجاً - في عهد الإمامين المصلحين الإمام محمد بن عبد الوهاب، والإمام محمد بن سعود - تغمدهما الله بواسع رحمته ورضوانه - حيث المبايعة المباركة في عاصمة دار التوحيد الخالدة عام 1175 هجرية، أي ما يقرب من ثلاثة قرون وإلى عهدنا الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - أمدّ الله في عمره على طاعته -، وسمو ولي عهده المحبوب الأمير سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله ورعاه -. إن البيعة على المسلمين لولي الأمر واجبة في عنق كل مسلم، وهو ما نصّت عليه كثيرٌ من النصوص الشرعية وامتثل لها ولله الحمد أبناء الشعب السعودي المسلم في مختلف عصورهم مع ولاة أمرهم من حكام آل سعود الشرفاء، فسارت أمور حياتهم بفضل الله بكل سلاسة ويسر واطمئنان وأمن وأمان، ولم نذكر في تاريخ دولتنا السعودية الفتية أن عاشت فراغاً دستورياً، بل عاشت البلاد وأهلها بحمد الله في راحة وسعادة يحسدها على ذلك الأصدقاء قبل الأعداء ويندهش منه كثير من الدول في العالم، ولا يعلمون أن سر ذلك يكمن في اللُحمة القوية والتلاحم العظيم بين الشعب وقيادته بفضل الله منذ الأزل، وهي صور تتجدد في كل مناسبة تربط بين أبناء السعودية وولاة أمرهم، وآباؤنا ما زالوا يتذكرون عندما عيَّن الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن - طيّب الله ثراه - ابنه سعود ليكون ولياً لعهده، واختار ابنه الآخر الأمير فيصل ليكون ولياً لعهد سعود، ونائباً للملك في الحجاز وطلب - رحمه الله - من رعيته المبايعة على ذلك، ومن بعد سعود وفيصل بايعت الأمة خالد ثم فهد ثم الملك عبد الله وسمو الأمير سلمان خلف إخوانه سلطان ونايف في ولاية العهد، وكل ذلك تم بمبايعة من العلماء والأسرة السعودية لولاة الأمر.. رحمَ الله من مات رحمة واسعة وباركَ في أعمار الأحياء، وها نحن اليوم بعد اختيار ولي أمرنا الملك الصالح عبد الله بن عبد العزيز - حرسه الله - ليكون الأمير مقرن بن عبد العزيز ولياً لولي العهد سلمان بن عبد العزيز، وقد أيّد ذلك هيئة البيعة الموفقة بأغلبية كبيرة من أعضائها الكرام.. نبايع سمو الأمير مقرن على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، واضعين أيدينا بأيدي حكامنا الأسود من آل سعود، رافعين أكف الضراعة إلى الله بأن يديم على هذه البلاد الطاهرة وأهلها الأوفياء نعمة الأمن والأمان والسلامة والإسلام، وأن يحفظ عليها دينها الذي هو عصمة أمرها وقادتها وندعو لولاة أمرنا بالخير والسؤدد، وأن يعز بهم دينه ويعلي بهم كلمته، وأن يرزقهم البطانة الصالحة التي تعينهم على الحق وتذكّرهم إذا نسوا، ولا شك أنه قرار حكيم من قائد حكيم رأى بنظره الثاقب وحرصه على أمته أن يستمر هذا الكيان العظيم المملكة العربية السعودية متوحداً في ظل أسرة واحدة متماسكة وقوية تجتمع ولا تتفرق بمشيئة الله، خصوصاً ونحن نعيش في وقت تتلاطم فيه أمواج الفتن من كل صوب لتغرق الأمة في متاهات عظيمة لا يعم منتهاها إلا الله ومن حولنا شاهد على ما يجري. وقد وضع خادم الحرمين الشريفين بفضل من الله يده الكريمة على قلوبنا لنطمئن على مستقبل أيامنا وأجيالنا القادمة بحول الله وقوته، وأنه وضع الأمور في نصابها واختار الرجل المناسب في مكانه المناسب، وهو الرجل الأمين - إن شاء الله - مقرن بن عبد العزيز لما عُرف عنه من حبه وتفانيه وإخلاصه لدينه ووطنه ومليكه في كثير من المجالات التي قام بها والمسؤوليات التي كُلف بها سواء عسكرية كانت أم مدنية وعرفه كثير من الناس بتواضعه وبشاشته، فأحبوه ونحن إذ نبايعك سمو الأمير نسأل الله العظيم رب العرس الكريم أن يمدك بعونه وتوفيقه في ظل قيادة ملكنا وحبيبنا عبد الله بن عبد العزيز، وسمو ولي عهده الأمير سلمان بن عبد العزيز، وأن يجعلك عند حسن الظن بك، وأن يجعل على يديك الخير للبلاد والعباد. وختاماً نسأل المولى عز وجل أن يتغمد بواسع رحمته ورضوانه مؤسس هذا الكيان الشامخ الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل آل سعود، ومن جاء من بعده من أبنائه البررة الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد وأولياء العهود الذين أدوا الأمانة ونصحوا الأمة الأميرين سلطان ونايف، وأن يؤيد بالحق إمامنا وولي أمرنا الملك عبد الله بن عبد العزيز، وسمو ولي عهده نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبد العزيز، وسمو ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء الأمير مقرن بن عبد العزيز وحكومتهم الرشيدة، إنه على كل شيء قدير، وبالإجابة جدير، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.