ناقش يوم الأربعاء الماضي المبتعث علي بن ضميان العنزي رسالة الدكتوراه في الإعلام في جامعة إنديانا بنسلفانيا بعنوان (استخدام الطلاب السعوديين الدارسين في الولاياتالمتحدةالأمريكية للهواتف الذكية كمصدر للأخبار)، وقد بيَّنت الدراسة أن الهواتف الذكية تتفوّق على وسائل الإعلام التقليدية، لكونها المصدر الرئيس للأخبار لدى الطلاب السعوديين. كما بيَّنت أن هناك استخدامًا عاليًّا لمواقع التواصل الاجتماعي عبر الهواتف الذكية، وأن نصف مستخدمي تلك المواقع نشطون في مشاركة روابط الأخبار. وأشارت نتائج الدراسة إلى بعض الإشباعات التي تشجع على استخدام الهواتف الذكية كمصدر للأخبار، منها سهولة الحصول على الأخبار الآنية والمحدثة ومن عدَّة مصادر مختلفة، بالإضافة إلى توفر الأخبار باللغة العربيَّة والقدرة على التفاعل مع وسائل الإعلام بسهولة. كما بيَّنت الدراسة أن استخدام الهواتف الذكية كمصدر للأخبار يساعد في تواصل الطلاب السعوديين مع مجتمعهم المحلي في المملكة أكثر من تواصلهم مع المجتمع السعودي في أمريكا، وأكثر من تواصلهم مع المجتمع الأمريكي. ولا يَرَى الطلاب السعوديون أيّ تأثير ثقافي لاستخدام الهواتف الذكية بالرغم من أن النتائج تثبت عكس ذلك، إِذْ بيَّنت أن استخدامها ساهم بميل الطلاب للحصول على الأخبار من وسائل الإعلام العربيَّة أكثر من وسائل الإعلام الغربية، كما أنهَّم يفضِّلون استخدام اللغة العربيَّة أكثر من اللغة الإنجليزية للحصول على الأخبار. وأعلن الدكتور علي بن ضميان العنزي رسميًّا فرضية (نظرية السمنة الإخبارية- News Obesity Theory) التي سبق أن أعلن عنها في مؤتمر إعلامي أقيم في مدينة سانت بيترسبيرغ في ولاية فلوريدا عام 2012 كأول نظرية إعلاميَّة سعودية. وقد عززت نتائج الرسالة هذه النظرية، وقد بيَّنت النتائج أن هناك شعورًا بالتشبع من الحصول على أخبار أكثر جراء استخدام الهواتف الذكية. وأنها زادت من الاهتمام بالأخبار مما ساهم في وجود سلوك غير اعتيادي بتفقد الهواتف الذكية لمرات عديدة خلال اليوم من أجل متابعة الأخبار. وتفترض نظرية السمنة الإخبارية أن الهواتف الذكية تتسبب في اختراق الأخبار لمعظم مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقات التواصل الاجتماعي وأن استخدام الهواتف الذكية يجعل التعرض للأخبار مستمرًا طوال الوقت بعكس الماضي، حيث يتعرض الشخص للأخبار عبر وسائل الأخبار التقليدية (التلفزيون، الإذاعة، الصحف) في أوقات محدَّدة عادة وعبر اختياره بشكل ما. وتفترض النظرية أن ما يزيد التعرض للأخبار هو ازدياد مشاركة مستخدمي الهواتف الذكية بروابط إخبارية عبر مواقع التواصل الاجتماعي مما يزيد من التعرض للأخبار بحكم أنها مرسلة من أشخاص معروفين لديهم، فيهتم بمتابعة الخبر دون رغبة حقيقية لمتابعة الأخبار. وقد يتعرَّض مستخدمو الهواتف الذكية في أوقات غير مناسبة لتتبع الأخبار كالمناسبات الخاصة والعامة وأثناء المحاضرات الدراسية وما شابه ذلك. كما تفترض النظرية أن توفر الأخبار الدائم الزائد عن الحاجة يزيد من احتمالية التعرض لأخبار مزيفة وغير صحيحة وبالتالي ضارة. وشبّه د. العنزي في نظريته مصادر الأخبار كمصادر الطعام الذي يتسبب غير الصحي منه في السمنة، فمثلاً يشبه موقع تويتر بالتسالي (السناكس) والفيسبوك واليوتيوب بمطاعم الوجبات السريعة، والمواقع الإخبارية ومواقع وسائل الإعلام بالمطاعم العادية، ووسائل الإعلام التقليدية ذاتها بطعام المنزل. ويفترض د. العنزي أن مستخدمي الهواتف الذكية بحاجة لعمل نظام يشبه النظام الغذائي للتقليل من تعرضهم للأخبار. هذا وقد أوصت لجنة مناقشة الدكتوراه بمتابعة العمل على تطوير النظرية لتكون إحدى نظريات الإعلام الحديثة. الجدير بالذكر أن د.العنزي عمل محاضرًا في قسم الإعلام في جامعة إنديانا بنسلفانيا ومشرفًا أكاديميًا في معهد اللغة التابع للجامعة. كما سبق أن عمل لدى صحيفة (الجزيرة) رئيسًا لقسم التصحيح اللغوي، ومستشارًا إعلاميًّا لدى سعادة رئيس التحرير، قبل حصوله على بعثة الدكتوراه في برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي.