سرعة الانتشار.. آليات التوثيق المتطور.. قوة استقطاب المتابعين.. شبكات التواصل الاجتماعي. أربعة أسباب أسهمت في نشر الإعلام الرقمي أو ما يحب أن يسميه رواده (الإعلام الجديد) الذي لا يختلف كثيرا عن الإعلام التقليدي في أساسياته، لكنها باتت شبه مفقودة في كثير من وسائل الإعلام التقليدية (المقروء والمرئي والمسموع) إلا أنه أتاح الفرصة لكل فرد في المجتمع أن يسبق اسمه بكلمة (الإعلامي). ينتقد كل من الخبراء ومستخدمي نظام الأندرويد بقولهم إن نظام»ios» يغلب على مواصفاته محدودية استخدام بعض التقنيات كتبادل الملفات عبر البلوتوث وصعوبة الإضافة والتعديل على النظام» فالإعلام الجديد، سواء كان عبر فيسبوك وتويتر ويوتيوب، لم يخلق شيئا جديدا، بل قام بتجديد أساسيات ومهام مهنة الإعلام التقليدي مثل سرعة الانتشار وآليات التوثيق المتطور ومحاولة استقطاب المتابعين والقراء في شبكات التواصل الاجتماعي والمدونات. فسرعة انتشار الأخبار التي كان الناس يرجونها من وسائل الإعلام المرئي والمسموع بانتظارهم نشرات الأخبار أو البرامج الحوارية التي تكشف التفاصيل الدقيقة لهذه الأخبار بدأت تظهر في الإعلام الجديد قبل وصولها حتى إلى كثير من وكالات الأنباء، بل أصبح كثير من الناس يتأكدون من الأخبار والشائعات التي يسمعونها عبر وسائل الإعلام الجديد. أما التوثيق المتطور وقد يكون في نظري هو الجانب الوحيد الذي تطور فيه الإعلام الجديد على التقليدي عبر وثائق قد يكون من الصعب نشرها في القنوات الفضائية لأسباب متعددة، كبعض الصور ومقاطع الفيديو صعبة النشر بسبب أنها تحمل بعض المشاهد الدامية، لكن هذا الشيء هو الذي كان التحدي الأكبر للإعلام التقليدي، إذ أصبحت بالمقابل تعرض تلك الصور والمقاطع مسوقة بجملة (هذا المقطع لا ينصح أن يراه الأطفال أو ذوو القلوب الضعيفة). أما سرعة استقطاب المشاهدين والمتابعين فبلغت أشدها في الإعلام الجديد الذي أعطى لكثير من المستخدمين فرصة إبداء رأيهم في الأخبار بأساليبهم الشخصية، مثل أسلوب الفكاهة عبر برامج اليوتيوب المنتشرة، أو عبر الوقوف مع رأي الأغلبية في المجتمع الرقمي العاطفي بطبعه، الذي يقوم بدعم أي شخص يشاطره نفس الرأي. أما شبكات التواصل الاجتماعي وهي الوسيلة الأكبر والأمثل لنشر أخبار الإعلام الجديد كونها متوافرة مع الإنسان في كل مكان عبر جهازه اللوحي أو هواتفه الذكية المتعددة، فالجميع يمتلك في هاتفه برنامجا لكل من شبكات التواصل الاجتماعي (فيسبوك، تويتر، يوتيوب) فإيصال الخبر للمستخدم أصبح سهل جدا عبرها. كما أن كلا من الإعلام التقليدي والجديد يستخدم الآخر في وقتنا الحالي، فكثير من وسائل الإعلام التقليدية تجد أخبارها وخاصة الأخبار العاجلة والحصرية منتشرة في مواقعها الخاصة قبل أن تنشر بوسيلتهم التقليدية بشكل (مقروء أو مسموع أو مرئي) أو عبر حساباتها الخاصة في فيسبوك وتويتر ويوتيوب، أما الإعلام الجديد فيستمد كثيرا من قضاياه والتعليقات عليها مما ينشر في وسائل الإعلام التقليدية. وأختم ألا شيء جديد في الإعلام الجديد سوى أنه أصبح يستخدم الوسائل الرقمية في كل مكان، وليصل إلى كل فرد منذ عدة سنوات مضت وما زال البعض يسميه إعلاما جديدا، فأرد عليهم بأن الإعلام الجديد لم يعد جديدا. Ahmad_Bayouni@