وها نحن مع بداية الاستمتاع بمهرجان الجنادرية الذي يعود إلينا من جديد بكل جديد وقديم مشوق مما صار شغف المواطنين رؤيته والاستمتاع به.. مثلما قراءة تلك الصفحات عن ماضي هذه البلاد التليد وقبل أن يكون لها التمكين من تحقيق إحدى أعظم المعجزات في التاريخ ألا وهو إقامة هذه الدولة بعد أن صار لم شمل أبنائها وتوحيد أجزائها على يد ذلك القائد الشجاع الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- والذي أخذها من حياة البداوة والصحراء والجوع والخوف وشغف المعيشة إلى حياة من الرخاء والأمن والأمان والطمأنينه.. وليأتي ذلك التتابع الرائع الذي واصل من خلاله التعمير والبناء أبناء ذلك القائد العظيم ممن حقق سعيهم لهذا البلد ولشعبه الرخاء والرفاه والحياة العصرية الباذخة ومثلما بناء الإنسان صار بناء المدن العملاقة المليئة بكل مفاخر العصر وفي مقدمتها دور العلم من معاهد وجامعات باذخة الذرى أتاحت لأبناء البلاد القدرة على إدارة شئون بلادهم بعد أن نالوا أعلى الدرجات العلمية وسيروا قطاعاتها المختلفة ومصانعها بقدراتهم الفائقة، وفي حث للخطى ومسابقة للزمن أفضى إلى أن تكون هذه البلاد في مصاف الدول الأكثر تقدماً في العالم. ولعل ما صار في مجال الطب من تحقيق لبلوغ أعلى المستويات في مجال ممارسته كما الإجراء الأكثر عمليات الجراحية صعوبة ودقة كما فصل التوائم الذي تتولاه أطقم طب سعودية.. ومثل ذلك قد تحقق في مجالات كثيرة مما صارت هذه البلاد معه محل أعجاب وتقدير العالم كله.. ناهيك عما صار من بناء للقدرات العسكرية في شتى تنوعها وتعددها مما هو شأن أمن وسلامة الوطن وحدوده المتسعة.. ولعل هذا المهرجان مما سوف يلقي الضوء على الكثير بما في ذلك الجوانب الفكرية والثقافية.. مما سوف يسعد المواطن ويزيده فخراً ببلاده وبقيادته الرشيدة ومما سوف يضيف المزيد من الإعجاب من قبل زواره من غير أبناء هذا البلد وهم كثر فلنحمد الله على ما وصلنا إليه وما صار لنا التمكين من تحقيقه ولنجدد الولاء والوفاء لأولئك الرجال من قادتنا العظام ممن كانوا وراء ذلك كله وعلى رأسهم القائد والأب خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولنكثر من شكرنا لله على دوام وتمام نعمته.